وإذا كانت لجنة التحكيم وجزء من النقاد والمتتبعين قد أعجبوا بالشريط حيث أكدت لجنة التحكيم على فرادة الفيلم وطريقة تناوله لموضوعه،إلا انه بالمقابل عبرت العديد من الأصوات عن غضبها من الفيلم بسبب احتوائه على مجموعة من المشاهد الساخنة والألفاظ التي اعتبرها البعض خادشة للحياء، بل وصل الأمر إلى درجة أن بعض المنابر الصحافية وصفت الفيلم بأنه يحتوي على العديد من اللقطات الجنسية التي حولته الى فيلم "بورنو". المخرج محمد اشاور والذي يعتبر هذا هو أول أفلامه الطويلة ، دافع عن فيلمه وعن الزاوية السينمائية، حيث اعتبر أن المشاهد والألفاظ الساخنة تدخل في إطار حبكة الشريط وان استعمالها لم يكن فيه أي تعسف وأنها مفروضة من المحيط الذي أدرجت فيه، حيث لا يمكن حسب رأيه وضع ألفاظ منتقاة في حديث بين سكيرين في حانة. لكن رأيا ثالثا يعطي انطباعا آخر حول الفيلم حيث يؤكد أن المشاهد المثيرة للجدل كان بعضها ضروريا من اجل تأثيث فضاء الفيلم في حين ان مشاهد اخرى اعتبرت خارج النص وكان الهدف من خلالها إثارة النقاش وتسليط اكبر قدر من الاضواء على الفيلم، وهو ما يبدو واضحا من متابعة الفيلم حيث ان بعض المشاهد تبدو مقحمة كما ان بعض الالفاظ القوية تم تكرارها بغير داع. وإذا كانت حرية الابداع لا تناقش فهذا الفريق الثالث يعرب عن تخوفه من ان تتحول المشاهد الساخنة في الافلام الى موضة الغرض منها اثارة الضجة اكثر منها خدمة الفن السينمائي، حيث ان هذا التوجه يتخوف من استغلال جهات معينة لهذه المبالغة في المشاهد بغرض غير فني من أجل مهاجمة السينما بشكل عام.