تم تتويج الفيلم الوثائقي "أشلاء" لحكيم بلعباس بالجائزة الكبرى من طرف لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرسمية للدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي نظمت ما بين 21 و 29 يناير الماضي، و هو تتويج لم يكن يتوقعه حكيم بلعباس و اعتبره هو نفسه أكبر منه في تصريح للقناة التلفزيونية المغربية الأولى. كما فاز أيضا الفيلم الوثائقي الثاني "أرضي" لنبيل عيوش المشارك في هذه المسابقة ، ببعض الجوائز (المونتاج و الموسيقى)، و سبق للفيلم الوثائقي "أماكننا الممنوعة" للمخرجة ليلى الكيلاني أن فاز في الدورة العاشرة لهذا المهرجان (جائزة الذكرى الخمسينية للسينما المغربية)، وبذلك تكون كل الأفلام الوثائقية التي شاركت في هذا المهرجان منذ نشأته قد توجت، مما جعل بعض المخرجين يتساءلون فيما إذ كان يجب عليهم التخلي عن الأفلام الروائية و الانتقال إلى إنجاز الأفلام الوثائقية ما دامت المسابقة الرسمية لهذا المهرجان يسمح فيها بمشاركة أفلام روائية و وثائقية على حد سواء.و قال مخرجون آخرون ،على سبيل المزاح والسخرية، إنهم ندموا على عدم توظيف بعض اللقطات الجنسية في أفلامهم ،وتساءلوا ساخرين إن كان ينبغي عليهم مستقبلا ركوب موجة توظيف اللقطات الجنسية و الكلام النابي كي تكون أفلامهم في المستوى المطلوب و حتى تحظى باهتمام من طرف لجن التحكيم، كما حدث بشكل لافت للانتباه في هذه الدورة مع أفلام "النهاية" لهشام العسري (الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم) و "فيلم" لمحمد أشاور (جائزة العمل الأول) و فيلم "جناح الهوى" لعبد الحي العراقي (جائزة أحسن دور أول رجالي)، فازت هي أيضا ببعض الجوائز. و ليست هذه الأفلام رديئة سينمائيا بالمفهوم الصحيح للرداءة، و هي مختلفة من ناحية أفكارها و مواضيعها، لكن ما يجمع بينها أنها تتضمن لقطات جنسية أو كلام جنسي فاحش يخدش الحياء لم يسمع مثيلا له في الأفلام السينمائية المغربية، وحصل هذا خصوصا في فيلمي "النهاية" و "فيلم" اللذين خدشا أسماع المشاهدين بين الحين و الآخر بكل أنواع الكلام الفاحش و الساقط و المستفز المرتبط بالجنس، و لم يتركا للأفلام المقبلة ما تقوله في هذا الميدان،مما دفع ببعض المشاهدين إلى مغادرة القاعة. وإذا كانت هذه الدورة قد حطمت الرقم القياسي في عدد الأفلام المغربية الروائية و الوثائقية المشاركة، فيها (19 فيلما)، فإنها حطمت أيضا رقما قياسيا في الألفاظ الجنسية النابية التي لا يمكن حتى للمشاهدين الحداثيين وغير المتطرفين أن يستحملوا سماعها، و لا يمكن لمثل هذا الكلام الزنقاوي أن يضحكهم أو يمتعهم أو يطربهم مهما كانت التبريرات . فيلم محمد أشاور ذهب أبعد من ذلك من خلال سخريته بالمخرجين والممثلين إلى حدود تشبيههم بالعاهرات، و تم النطق بهذه الكلمة بالدارجة المغربية، و من المحتمل أن يكون هذان الفيلمان قد أحرجا السيد أحمد الغزالي رئيس لجنة التحكيم لكونه يترأس أيضا الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، و هو ما دفع به خلال الإعلان عن النتائج إلى تبرير الأسباب الذي دفعت بلجنة التحكيم إلى منح بعض الجوائز لهذين الفيلمين بناء على بعض المميزات الفنية و ليس على جرأتهما في استعمال الألفاظ النابية. يوجد من يعتقد أن السينما هي الحرية و بأن لا حياء في السينما، و هذا الاعتقاد صحيح مبدئيا، و لكن توجد روائع سينمائية قديمة و حديثة لا تتضمن و لو كلمة واحدة تخدش الحياء، و توجد روائع سينمائية أخرى تتضمن بعض اللقطات الجنسية المتناولة بطريقة فنية و مبررة و يتقبلها المشاهد دون حرج، ليست لأنها منجزة من طرف الأجانب،بل لأنها تلعب دورا أساسيا في أحداث الفيلم و حبكته و تطوراته وليست موظفة لأهداف أخرى لا علاقة لها بالفيلم.