ساهمت وسائل الإعلام و بشكل فعال في ترسيخ فكرة التضامن لدى المغاربة. و يتم ذلك أحيانا عن طريق تغطية أنشطة بعض الجمعيات والتعاونيات النشطة من جميع أرجاء الوطن الحبيب. لكن هناك من المغاربة من لا يتحمس لفكرة تأسيس جمعية أو تعاونية أو غير ذلك , رغم أنهم ينشطون وبشكل ملفت في تجسيد فكرة التضامن على أرض الواقع كممارسة, مستمدين قناعتهم من روح المواطنة و الإحساس بالإنتماء و من (تَمْغَرْبيتْ). و النموذج الأ مثل هو لسكان دوار أولاد أجبير جماعة سيدي عيسى بن علي إقليم الفقيه بن صالح الذين يتضامنون بشكل فوق العادة من أجل تأهيل فرعية أولاد أجبير التابعة إلى مجموعة مدارس الإنبعاث ( نيلبة بني ملال سابقا الفقيه بن صالح حاليا ) بداية من القطعة الأرضية التي كانت هبة من أحد رجال هذا الدوار رحمه الله, إلى بناء السور, و حفر البئر, وبناء المراحيض , و شراء المضخة, و البستنة , إلى رعاية الأشجار و الأغراس الموجودة في ساحة المدرسة. كل هذا يقوم به هؤلاء الناس البسطاء ومستعون للمزيد. و مع هذا كله تعاني هذه الفرعية, التي يدرس بها أبناؤهم, من خصاص شبه دائم في الأطر التربوية بلغ % 50 منذ بداية الموسم الدراسي الحالي و إلى غاية الآن. و تتكرر حالة الخصاص هذه منذ 8 سنوات و لفترات تبلغ أحيانا شهور.مما ساهم بشكل كبير في التراجع المهول لمستوى التحصيل لدى تلاميذ هذه الفرعية . فأي حديث عن جودة التعليم في ظل هذه الأوضاع ؟ وكيف نقنع هؤلاء الناس بالإهتمام بمدرسة لا تفتح جميع حجراتها في وجه أبنائهم ؟ محمد امناوي