تعاني ساكنة مجموعة من الدواوير المحسوبة على جماعة اولاد ازمام من الاقصاء الممنهج و التهميش الذي طالها جراء اهمال المسؤولين و القيمين على تسيير الشأن المحلي بالجماعة و الذي يتمثل في غياب مجموعة من الضروريات من ماء صالح للشرب ،مسالك لفك عزلتهم و الكهرباء. قد يتساءل المواطن و القارئ على السواء عن سبب تهميش دواوير ماركسن،سيدي موسى و غاجات ،إلا أنه و بعد اطلالة على مخزون هذه الدواوير من الأصوات الانتخابية يتضح أنها لا تستطيع – بأي حال من الأحوال- تغيير المعادلات الانتخابية و المساهمة في حسم الاستحقاقات الجماعية و التشريعية. و باستحضار العلاقة البراكماتية النفعية الانتخابوية و الحسابات الضيقة التي تتحكم في تدبير الشأن المحلي باولاد ازمام يجعل هذه الدواوير مهملة أثناء تحضير الميزانية في دهاليز فضاء ام الفضل، متناسين حاجة الساكنة بهذه الدواوير الى برمجة مشاريع تعترف بمواطنتهم و انتمائهم الى جماعتهم ، و يؤثر غياب هذه المشاريع على فئة عريضة من النساء و الأطفال، و يجعلهم بعيدين كل البعد عن الأهداف التنموية العامة التي يصبو اليها ملك البلاد. في حين لاتخدم هذه السياسة الاقصائية إلا اللوبي الانتخابي بالجماعة ،الذي يخصص ميزانيات غير متكافئة و غير متكافلة لمختلف الدوائر الانتخابية حيث يسود منطق الكتلة الانتخابية التي تتحكم في برمجة المشاريع و مدى قربهم و تقربهم و تعبيرهم عن ولائهم لهذا اللوبي الذي عات فسادا في المال العمومي و الشطط المقصود و الممنهج عن سابق اصرار في توزيع المشاريع التنموية على التراب الجماعي. إن هذه الممارسات التي نظن اننا أسسنا لمرحلة جديدة بتصويتنا على الدستور الجديد لتجاوزها،تعتبر القاعدة و المنطق بجماعة اولاد ازمام ، و تعد خطرا يهدد الجو العام الذي نريد أن يسود قبل الانتخابات المقبلة لتعزيز ثقة المواطن في المؤسسات و مصالحة الناخبين مع السياسة،غير ان مثل هذه الممارسات تساهم في بعثرة اوراق و اجندة الدولة التي تريد بكل ما اوتيت من قوة القطع مع هذه السياسات البالية التي لا مكان لها و لمماريسا الا مزبلة التاريخ. و يبقى أملنا أن تتدخل الدولة بكل أجهزتها المعنية لرفع الضرر القائم جراء هذه الحسابات و وضع الأمور في مسارها الصحيح. الى حد الآن عزيزي القارئ تبدو الصورة مأساوية و قاتمة،لكن الأمر لا يقتصر على عدم استفادة هذه الدواوير من برمجة المشاريع ،بل يتعداه الى مشكل آخر أعوص،فطاحونة الزمن فعلت بهذه الدواوير ما شاءت،كيف ذلك؟ تتدفق مياه الصرف الصحي لمدينة الفقيه بن صالح على المزارع الصغيرة و المعاشية لفلاحي الدواوير المذكورة ،عبر قنوات عارية تغرق أطفال و بهائم و دواجن هؤلاء السكان البسطاء بالملوثات و الأمراض ،رغم الوعود المتكررة لمسؤولي عمالة الفقيه بن صالح يبقى هذا المشكل يزكم و يخنق أنفاس الكبير و الصغير من ساكنة و حتى حيوانات هذه الدواوير ،مادام رئيس المجلس البلدي للفقيه بن صالح لا يفكر في انشاء محطات لمعالجة فضلاته و ما تطرحه ساكنته في مراحيضهم بمخرج تراب بلدية الفقيه بن صالح حيث أنه –الرئيس- لازال منشغلا هو الآخر بتعبيد و تزفيت أزقة المدينة للغرض نفسه(الانتخابات التشريعية) متناسيا البحث عن حل لمشكل نفاياته و فضلاته، و الغريب في الأمر هو أن رئيس المجلس الجماعي باولاد ازمام تبنى موقفا غريبا أثناء احد الاجتماعات الخاصة باتخاذ قرار انشاء المطرح الجهوي بجماعة بني وكيل ،هذا الموقف الذي لا يهدف الا الى استمالة الناخبين بهذه الجماعة حيث تضامن مع سكانها و جمعياتها غافلا و متغافلا أنه من الأولى التضامن مع ذويه من المتضررين من سكان جماعته، و متغافلا على الحل الذي كان سيوفره انشاء هذا المطرح لساكنة الجهة تاركا فضلات و مياه الصرف الصحي لمدينة الفقيه بن صالح تغزو و تغطي جزءا كبيرا من تراب جماعة اولاد اومام و مدى التأثير السلبي لهذا المشكل في نفوس و صحة و بيئة قاطني هذه الدواوير المهمشة . لهذه الأسباب و أمام استكمال كل عناصر هذا المشهد الدرامي الذي يتكرر كل فصول السنة ،و وضوح الصورة لدى القارئ بجماعة اولاد ازمام مستشارين و فاعلين جمعويين و ناخبين و سلطات ،فإننا قررنا أن نخاطب فيهم مشاعرهم الدينية ،صيامهم و قيامهم في هذا الشهر الفضيل ، و صلواتهم الجماعية و ضمائرهم الانسانية و غيرتهم الوطنية ، أن يتحملوا كامل المسؤولية في وضع حد لطموحات هذا اللوبي الذي لا يفكر إلا في أهدافه الضيقة سواء منها الشخصية أو الحزبية،كما نرجو أن يتكثلوا و يتكاثفوا و يتحدوا و يتعاونوا لخلق ذلك التغيير الذي ينشده ملك البلاد و تطمح إليه سائر العباد في هذه المحطة التي ينتظرها الجميع و العمل على تلميع صورة الديمقراطية الحقة المبنية على الحكامة الجيدة و فضح تلك الديمقراطية المقنعة التي يوفرها الناخبون لهؤلاء اعتمادا على منطق الدم و العظم و القرابة و القبيلة و التقسيم الجغرافي الضيق. و في الختام أستحضر بعض ابيات الشاعر الثائر أحمد مطر : لماذا ندخل أبرهة في كعبتنا (جماعتنا)؟ و نؤذن للكعبة رب ! حق علينا السيف ... حق علينا الضرب... لا ذنب لنا...؟ نحن الذنب . حجر من سجيل لطائر من طيور الأبابيل