أحمد الجبلي – ف.ب.ص أونلاين : "هي فوضى"..عبارة كتبها الكثير من نشطاء المواقع الاجتماعية بمدينة الفقيه بن صالح، المقصود هنا ليس الفيلم السينمائي المصري المعروف الذي أخرجه يوسف شاهين وخالد يوسف، وتطرق إلى تجاوزات الشرطة في بلاد النيل، بل الأمر يتعلق بمجريات مهرجان الف فرس و فرس، المنظم بمدينة الفقيه بن صالح خلال هاته الأيام، فوضى عارمة و اكتضاض وغبار تتطاير بشارع الرئيسي بالمدينة. حاولت الجريدة استطلاع مجموعة آراء مختلفة في جولة بمحيط ساحة الفروسية او المسماة محليا ب ساحة " الغبرة"، التي تحتضن اخر نسخة من هذا المهرجان، قبل أن تتحول إلى تجزئات سكنية، "لطالما كنت من الحالمين بجعل هذه الساحة فضاء أخضر ومتنفس وحيد للمدينة." يقول رشيد من أبناء المدينة. ويضيف المتحدث أن المدينة تعاني من غياب المسابح وندرة المنتزهات العمومية التي تكون في متناول الطبقات الفقيرة من أبناء المدينة الذين يتوجهون إلى برك الموت بالقنوات المائية المجاورة ونهر أم الربيع. سألنا أحد القاطنين على مقربة من ساحة الفروسية، أجابنا وشرارة الغضب تتطاير من فمه: لا نكاد ننام لا ليلا ولا نهارا فوضى حقيقية، أصوات الخيول والبارود ترعب أبناءنا ونسوتنا، أما الغبار المتناثر من موقع الفروسية، فحدث ولا حرج. ويضيف المتحدث " أربعة أيام وكأنها الدهر كله، لم نعد نطيق هذه المهزلة تحت مسمى بالثرات التقليدي، نتمنى حقيقة أن يغيروا مكان العبث هذا إلى أي نقطة بعيدة عنا وهناك فليفعلوا ما طاب لهم، المهم راحتنا. أحد الباعة المتجولين تمنى مازحا لو تستمر هذه المناسبة شهورا بل سنوات. سألنا أحد الفرسان ماذا تمثل له هذه المناسبة قال: إنها الأغلى في حياتنا لا ندخر جهدا ولا مالا من أجل "هذه اللحظة التاريخية". وضعنا السؤال نفسه على امرأة مسنة تكنس روث الخيول من أمام بيتها، ردت بأسى شديد: لن نرتاح حتى يرحلوا عنا. وفيما عبرت احدى الزائرات، التي شاهدت الوصلة الإشهارية للمهرجان بقناة تلفزيونية عن خيبة أملها، من فعاليات المهرجان المقام بالفقيه بن صالح، مضيفة أن خيبة أملها مجرد رقم ينضاف إلى خيبات آمال السكان المحليين قبل الزوار من أنشطة هذه التظاهرة، وطريقة تنظيمها.