اذا كان العديد من علماء النفس ، وكذا علم الاجتماع يلقون بعبء التربية الجنسية على الاباء بالدرجة الأولى، فانه من الواضح أن الكثير من الاباء غير قادرين على تحمل هذه المسؤولية لأسباب مختلفة نحصر أهمها كالاتي: 1- ان الاباء أنفسهم لم يتلقوا تربية جنسية صحيحة حتى يعملوا على تلقينها لأبنائهم، و لعل قصارى ما يعرفون عن هذه التربية ناتج عن خبرات حياتية مختلفة. 2- التخلف، و الأمية التي تسود المجتمع المغربي. 3- العادات و التقاليد البالية التي تجعل الخوض في المسائل الجنسية ضربا من الاباحية المفرطة، و خروجا عن حدود الحياء ، في حين تعتبر الخروج بسروال العروس الملطخ بدم الدخلة عربونا لعذريتها و تكريسا لفحولة الرجل. المدرسة و التربية الجنسية: من الواضح أن الأسرة المغربية غير قادرة على تحمل جانبها من هذه التربية، و أمام هذا ينبعث النداء بضرورة نهوض المدرسة بهذه المسؤولية الجسيمة. و من الاكيد أن التعليم كمجال واسع لممارسات تربوية مختلفة، يلعب دورا أساسيا في تربية الأبناء ، وان كان العديد من البيداغوجيين و علماء التربية ، يقللون من هذه الأهمية في العصر الراهن أمام انحصار مفهوم التعليم في "التربية" و اقتصاره على تلقين المعارف فقط. ...غير أن ذلك لا يمنع من أن نرصد بالفعل مجموعة من الفرص التربوية السانحة لتمرير هذا النوع من التربية، وذلك عبر دروس الفرائض و العبادات(الغسل، اداب قضاء الحاجة...) وكذا دروس النشاط العلمي(التوالدعند الانسان، التغيرات النفسية و الفيزيولوجية عند الذكر و الأنثى..) لكن هل هناك اختلاف حول كيفية تلقين التربية الجنسية؟ أ- يتجه أغلب الباحثين الى تغليب أهمية تعليم التربية الجنسية جماعيا، مع ترك الفرصة فرديا للاجابة عن المشاكل الجنسية، و يتميز التعليم الجمعي بجانب هام ، ذلك انه يقلل من درجة خجل الطفل ، حين يرى زميلا له يسأل سؤالا ، فيجاب عنه اجابة علمية خالية من الاحراج،الشيءالذي لا يحتمل حدوثه أثناء الجلسة الانفرادية، ناهيك عن كون التعليم الفردي قد يشعر الطفل بأن الموضوع على درجة كبيرة من الخطورة و لعل ذلك يحمل أثرا سلبيا محتمل الوقوع. ب- أما الذين لا يرضون عن التعليم الجمعي ، فيذهبون الى حد القول باختلاف استعداد المتعلمين للتعلم في وقت واحد، و يؤاخدون على الطريقة الجمعية تقليلها من قدسية الموضوع، و تسهيل طرحه و التحدث عنه. لكن كيف تقدم دروس التربية الجنسية؟ أ- يذهب الفريق الأول الى ضرورة فصل الدراسات الجنسية، عن بقية البرامج ، حتى يتم التطرق اليها بتفصيل. ب- في حين يرى اخرون أن هذه الدروس يجب أن تعطى كأجزاء من دراسات أخرى ، اذ ان الدراسات الجنسية القائمة بذاتها تحمل شحنات انفعالية كبيرة. تركيز نهائي: ان التربية الجنسية يجب أن تبدأ في المنزل ، و تستمر في المدرسة، و تؤدى بالأساليب الجمعية و الفردية ، و بالروح العلمية الهادئة. و في تقديرنا ، و نحن نقارب هذا الموضوع ، يجب أن تتظافر الجهود من أجل تربية جنسية سليمة تساعد الناشئة على تعرف معانيها في سن مبكرة، و هكذا يمكن تحقيق هذا المسعى بشكل تكاملي: