حقق فريق الرجاء العالمي فوزا ساحقا بنتيجة مرعبة ثلاثة أهداف دون رد على غريمه التقليدي الوداد البيضاوي في المباراة التي جمعتها مساء يومه الأحد انطلاقا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المغربي , وقد انطلقت المباراة عادية وعرفت أخذا وردا بين الفريقين , إلى أن استطاع الفريق الأخضر مفاجأة الوداديين بهدف من خلال ضربة رأس رائعة للاعب كريستيان أوساكونا لم تترك أي حظ في إمساكها للحارس الودادي زهير العروبي , مما أدخل الشك في لاعبي الوداد الذين حاولوا إدراك هدف التعادل لكن دون جدوى , حيث استطاع دفاع الرجاويين التصدي للهجمات الودادية وقطعها إما في وسط الميدان أو على مشارف منطقة العمليات . بل أكثر من ذلك عمق النسر الأخضر من جراح الوداديين بهدف ثان للعائد من الإصابة عبد الاله الحافظي حيث استطاع من نصف فرصة ومن زاوية صعبة وبطريقة برازيلية هزم الحارس زهير لعروبي معلنا عن توقيع الهدف الثاني أمام اندهاش كل المتتبعين . وقد انطلق الشوط الثاني بحماس زائد للوداديين الذين كثفوا من هجماتهم على منطقة الفريق الأخضر , غير أن الرجاويين عرفوا من أين تؤكل الكتف , حيث ركنوا لدفاع متقدم واعتمدوا على الهجمات المضادة التي وإن لم تخلق فرصا واضحة , حدت من حماس الوداديين وأدخلتهم الشك مع مرور دقائق المقابلة . وقد عرفت المقابلة طرد اللاعب زكرياء الهاشمي من صفوف الرجاء في الدقيقة السابعة والثمانين , الذي لم يفد الوداديين في شيء , حيث تسرب إلى أنفسهم اليأس في إدراك التعادل , بل أكثر من ذللك وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر صافرة الحكم لإنهاء هذه المقابلة المثيرة التي جرت تحت هطول أمطار غزيرة بملعب طنجة الكبير , حصل فريق الرجاء البيضاوي على ضربة خطإ مباشرة على مشارف منطقة عمليات الوداديين , انبرى لها الجنرال المخضرم في كتيبة النسور الخضر عصام الراقي , وبطريقة رونالدو البرتغالي هزم الحارس الودادي , حيث ركن الكرة في الزاوية اليمنى للحارس لعروبي الذي اكتفى بمراقبتها بنظره فقط معلنا عن الهدف الثالث الذي نزل كقطعة ثلج على الوداديين وأنصارهم . وقد جرت هذه المقابلة دون جمهور بسبب العقوبات المفروضة على فريق الرجاء البيضاوي على خلفية تداعيات أحداث ما يسمى بالخميس الأسود التي نسأل الله ألا تتكرر مرة أخرى , لأن الديربي العالمي بين الرجاء والوداد الذي جرى اليوم بدون جمهور , وعلى الرغم من الندية والتنافس الشريف بين الفريقين على أرضية الملعب بدا عاديا كعرس بدون زغاريد بسبب غياب اللاعب رقم 12 إنه الجمهور المغربي وخاصة البيضاوي الذي يعشق كرة القدم الجميلة عشقا كأي فنان يمتلك مقاييس تذوق الفن الجميل , لذلك نتمنى أن يأخذ الجمهور المغربي العبرة من هذا اليوم الذي سيظل خالدا في تاريخ كرة القدم المغربية , يوم الديربي البيضاوي بدون جمهور ورغم ذلك وفى الرجاويون لوعدهم لكل عشاقهم , حيث أرسلوا رسالتهم المعلنة التي مفادها : سنظل مخلصين لعشاقنا حتى وإن أبعدتنا عنهم ظروف قاهرة . وبهذا الفوز تقلص الفارق في النقط بين الفريقين من سبعة إلى أربعة ليزداد التشويق أكثر خلال الدورات المتبقية لأن إسدال الستار عن الدوري المغربي في الدورة الأخيرة هو الذي سيحدد البطل الظافر بدرع البطولة , كما سيحدد اسمي الفريقين المودعين للقسم الأول .