أخيرا ، وبعد انتظار دام حوالي سنة وثمانية أشهر، كشف مؤطرو ومؤطرات المركز الإجتماعي متعدد الإختصاصات بسوق السبت أولاد النمة ، صبيحة يوم الأربعاء 06 يناير الجاري.، النقاب عما تعرفه هذه المعلمة الاجتماعية من تعثر حقيقي حال دون تحقيق الأهداف المتوخاة من إحداثها ، مثلما حال دون استئناف مختلف الورشات . المحتجون أمام المر كز الاجتماعي بسوق السبت الذين آزروهم مناضلو الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، رددوا في البدء شعارات منددة بالوضعية المتعثرة التي لازالت تعيشها هذه المعلمة الاجتماعية وتأثيراتها السلبية على حالتهم، وقالوا أن ما وقع أثناء الزيارة الملكية في ماي 2014 تحول إلى مجرد حلم يقظة تبخرت معه آمال المؤطرين الذين كان لهم شرف استقبال العاهل المغربي. بحيث تم إقبار كل المجهوذات التي مكنت مئات الأسر الهشة من تسجيل أطفالهم بورشات عدة، وجفّ شعاعُ العلْم والثقافة والموسيقى..، بين أجنحة المركز وطوابقه ، وتلخّص جُهْد المؤطرين في مشهد احتفالي مُفبرك جاهدت السلطات المحلية في إتقان حلقاته بدقة متناهية. تقول نعيمة وهلي عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن هذا الوضع ، إن ما وقع أشبه بماكياج وضعته السلطة المحلية لوهلة زمنية ، لكنه وعلى نقيض إرادتها سرعان ما زالَ وبزواله انكشف سيناريو اللعبة ، وانزاح الستار عن هذه الأقنعة التي استهترت بمشاعر المؤطرين وبعشرات الأسر المستفيدة من خدمات المركز الاجتماعي وبنضالات المجتمع المدني الذي طالما طالب بمعلمة كهذه. وتساءلت نعيمة وهلي، في ظل هذا الوضع الشاذ الذي أصبح عليه المركز ، عن مصداقية السلطات المحلية في مكافحة المخدرات والتطرف ،إذ عوض الاشتغال على استقطاب الشباب والتلاميذ إلى هذه المؤسسات والإصرار على دعم النسيج الجمعوي، ها هي بعض الأطراف، تقول ذات الحقوقية، تكدّ في كثير من الأحيان على صناعة قرارات مجحفة في حق الساكنة، ولا أدل على ذلك ما يجري الآن من تسويف ومماطلة في حق هذا المشروع، وما يكشف عنه باشا المدينة بين الفينة والأخرى من تهديدات مباشرة لمناضلي الجمعية المغربية ومن تشويش عن مواقفها ، وذلك بُغية تضليل الرأي العام، وإبعاده عن القضايا الجوهرية التي تهمّ تدبير الشأن العام، تقول المتحدثة. وفي ذات السياق، كشف إبراهيم نايت واكراز ،المسؤول عن شعبة الإنصات والتوجيه،عن كرونولوجيا الأحداث والإجراءات الإعدادية التي سبقت تدشين المركز من طرف الملك ،حيث قال إن المسؤولين آنذاك رسموا للجميع صورة ذهبية حول المعلمة وأدوارها الطلائعية لخدمة الفئات الهشة بالمدينة من خلال ورشات جد هامة ،قبل أن تظهر الحقيقة وتتبخر آمال المؤطرين وآمال المستفيدين على حد سواء حيث انكشف زيف إدعاءات المسؤولين وعدم وفائهم بالوعود التي تم تقديمها يمينا وشمالا ولم تلق طريقها للتنفيذ. وتساءل نايت واكراز، من جهة أخرى، حول دواعي إغلاق أبواب المركز وإخلائه من المتدربات التابعات للتعاون الوطني تزامنا مع توقيت الوقفة الإحتجاجية، وقال ،وهو المتحدث باسم المؤطرات و المؤطرين ، إن هذا يدل على الضبابية التي يسلكها القيّمون على المركز ، ويطرح أكثر من سؤال حول وضعيته القانونية خاصة في الجانب التدبيري. وشخصت مداخلات أخرى الإكراهات الحقيقية التي رافقت افتتاح المركز، وشطحات المسؤولين أثناء الزيارة وتفننهم في فبركة الوعود وإيهام الكثيرين بمستقبل هذه المعلمة وتنكرهم اليوم لكافة هذه المجهوذات، وحمّلت ذات المداخلات مسؤولية اختفاء هذا الزمن الوردي إلى السلطات المحلية والمجلس الجماعي بنسختيه الأولى والثانية . وقالت إن أعضاء شبكة تسيير المركز ، وإيمانا منهم بضرورة تفعيل أنشطة هذه المعلمة الاجتماعية تماشيا مع إرادة العاهل المغربي ، قد دقوا كل الأبواب وراسلوا العديد من الجهات المعنية، لكن يبدو ،حسب بعضهم، أن هناك أطرافا ليس من مصلحتها أن تستأنف هذه الأنشطة. وفي الختام أصر المحتجون على مواصلة النضال إلى حين عودة المياه إلى مجاريها ، والتزام كافة الأطراف بمسؤولياتها ، وبعثوا إشارات قوية إلى من يهمهم الأمر ، مضمونها أن موضوع المركز الاجتماعي بعيد عن الحسابات السياسية الضيقة، لكن إذا ما استمرت بعض الأطراف في غيّها وتضليلها، فمن المحتمل أن يتحول إلى حسابات أدق وأعمق .