نظمت المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملالخنيفرة ومختبر البحث في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية الجهوية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، جامعة السلطان المولى سليمان ببني ملال ، مائدة مستديرة حول موضوع: " الموروث الثقافي وقضايا البحث في التراث في ظل الجهوية المتقدمة، جهة بني ملالخنيفرة"، يوم الجمعة 20 نونبر 2015 على الساعة 7 مساء بدار الثقافة ببني ملال. وقد ترأست الأستاذة الفاضلة سعاد بلحسين جلسة هذه المائدة، إلى جانب كل من السيد عميد الكلية ونائبيه الأستاذ محمد العاملي والأستاذ محمد ميوسي، وبحضور ثلة من الأساتذة الفضلاء والطلبة الباحثين والمجتمع المدني والصحافة المحلية. افتتح هذا اللقاء بكلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ يحيى الخالقي رحب فيها بالحضور، وهنأ من خلالها الأساتذة على مجهوداتهم في مجال تكوين طلبة الماستر والدكتوراه، وعرج بعد ذلك على تعريف التراث باعتباره يكتسي طابعا خاصا يهتم بالموروث الثقافي الذي يعني كل ما تركه لنا الأجداد من عادات وتقاليد... وإذا لم نثمنه ونتعرف عليه وندونه لكي ننقله للأجيال القادمة والتي ستفوته بدورها إلى الأجيال اللاحقة سيضيع بين أيدينا. وأشار إلى أنه وبدون تراث فلا يمكن لأي شعب أن يتقدم إلى الأمام. وفي ذات السياق تطرق إلى المشهد الثقافي المندمج الذي يجمع بين مكونات أساسية تتمثل فيما تزخر به الأرض من جيومورفولوجيا وجيولوجيا / تراث طبيعي، وبيولوجي وثقافي... ودعا في الأخير إلى ضرورة تحصين هذا التراث للحفاظ عليه. وتناولت الأستاذة سعاد بلحسين دوافع انعقاد هذه المائدة التي تروم تنفيذ البرنامج المسطر بين الكلية ودار الثقافة، وكذا الانخراط في الواقع الجديد الذي يعرفه المغرب في ظل الجهوية المتقدمة. وعليه فإن البحث العلمي، تقول الأستاذة سعاد بلحسين، لم يستثن من هذه القاعدة التي تتوخى إبراز البنية السوسيو ثقافية للجهة، والتي تتمثل في الجماعة والمخزن والقبيلة والأسرة... لفهم طبيعة النظام المغربي. وبعد ذلك، وفي إطار البحث عن أشكال جديدة للتعامل مع التراث قدمت الأستاذة الجليلة حصيلة التراكم المعرفي الحاصل منذ بداية الماستر الأول قبل 5 سنوات خلت، حين تم التفكير في خلق ماستر يهتم بالتاريخ والتراث بهذه الجهة، وتحقق ذلك الحلم الذي كان صعب التحقيق، حينئذ تم الحرص، ضمن أهداف الماستر، أن تكون المواد متماسكة مع التراث، وأن يكون للتكوين غايات محددة، وجعل الطلبة متميزون بالمرونة العلمية. هكذا وبعد تسليح العديد من الطلبة بالعدة المنهجية والوسائل الفكرية، وبعد إغناء مداركهم وصقل مواهبهم، تم الانتقال إلى التكوين في الدكتوراه، حيث كانت الحصيلة موفقة وحققنا تراكما علميا نفتخر به اليوم، سواء على مستوى المواضيع أو على مستوى المادة العلمية، مما ساعدنا وحفزنا على التفكير في مشاريع أخرى تصب في إطار الجهوية الموسعة. وبعد كلمات كل من الطلبة الباحثين في وحدة الدكتوراه: - محمود نورالدين حول الخريطة التراثية بالجهة - عبدالكريم جلال حول نصيب التراث في القانون التنظيمي للجهات - عثمان زوهري حول بعض أسئلة البحث في التراث ورهانات الجهوية المتقدمة. - كمال أحشوش حول إشكالية البحث في المراعي الجماعية في ظل الجهوية الموسعة. - حسن أيت علي وكنزة علالي حول إشكالية التراث والتنمية من خلال التراث الديني. بعد أخذ الكلمة نائب العميد الأستاذ محمد العاملي الذي ركز على ضرورة تقديم حصيلة الكم المعرفي والموضوعاتي التي راكمها طلبة الماستر والدكتوراه طيلة فترة التكوين، وتساءل حول كيفية التعامل مع المجال بمقاربة تستمد مقوماتها من وحدة التكوين واستخلاص النتائج وتطبيقها على جهة بني ملالخنيفرة؟ وتساءل منسق ماستر المجال والتراث والتنمية الجهوية الأستاذ محمد بالأشهب حول إمكانية خلق مكتبة جهوية متخصصة، انطلاقا من هذا التراكم المعرفي الحاصل، تكون قادرة على تغطية جميع الجوانب الثقافية والتراثية، ما دامت أن هذه الجهة لها خصوصياتها ومميزاتها التراثية. وفي الأخير، وبعد مجموعة من التدخلات والتعليقات، شكر المدير الجهوي للمديرية الجهوية للثقافة الحضور الكريم على اهتمامهم، وذكرهم بأن دار الثقافة هي محفل للإشعاع الثقافي، وتحتضن أنشطة أكاديمية تحضرها كوكبة من الأساتذة والباحثين والطلبة كما هو الحال في هذه الأمسية، التي تعنى بالتعريف بالتراث ومنحه ما يستحقه من عناية وربطه بالتنمية المحلية؛ خصوصا وأن حماية التراث والإعتناء به سيساهم في كسب رهان هذه التنمية القائمة على الرأسمال الرمزي.