نظمت جامعة السلطيان مولاي سليمان مساء يوم السبت 31-10-2015 بمقر المركب الثقافي بالفقيه بن صالح ندوة للتعريف بتراث المنطقة، وذلك موازاة مع الدورة السابعة للابداع الجهوي الذي تنظمه المديرية الجهوية لجهة تادلة أزيلال وبتنسيق مع الجماعة الحضرية للفقيه بن صالح. الندوة حضرها مجموعة من الفعاليات والأساتذة وطلبة مسلكي الماستر والدكتوراه، وخاصة الوحدة الخاصة بالتاريخ والتراث والتنمية الجهوية. فقد شكل موضوع التراث المحور الاساس في هذه الندوة، حيث قدمت في هذا الشأن مجموعة من المداخلات أطرها ثلة من الأساتذة التابعين لجامعة السلطان مولاي سليمان. المداخلة الاولى كانت للأستاذ الباحث مصطفى عربوش والذي ركز فيها بالشرح والتحليل على أهمية التراث بالجهة، والذي يشكل بحق أهم مقوماتها في جميع المجالات،غير ان هذا التراث أصبح يعيش نوعا من الصراع بين القديم والحديث، سواء تعلق الأمر بالعادات والتقاليد أو باللغة المستعملة في نقل هذا التراث، وأشار الأستاذ المحاضر أن هذا المشكل طرح بشكل كبير بعد استقلال المغرب. كما شجع من خلال مداخلته على الاهتمام بالتراث والعناية وذلك بالقيام بمجموعة من الأبحاث في هذا الشأن حتى ينقل إلى الأجيال اللاحقة، وذلك اعتمادا على مناهج علمية تتحرى الموضوعية العلمية، وفي اطار سرده للتراث حاول الأستاذ عربوش أن يركز على مجموعة من المجالات التي تهم التراث اللباس – التغذية – المصنوعات.. مؤكدا على انه يجب التحقق من التراث والعمل على تنقيته من كل الشوائب التي لا تتماشى مع القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية للمجتمع، وفي معرض حديثه عن التراث قال : ان التراث كائن حي يتماهى مع الذات الانسانية لا يمكن الفصل بينه وبين التطور التاريخي للانسان، التراث هو علم النفس الجمعي ، التراث مكتوب بدم وعرق العمال والصناع والمهتمين بهذا المجال لهذا لابد من الحفاظ عليه حتى تسفيد منه الاجيال الصاعدة. بعد ذلك كانت مداخلة الأستاذ مصطفى فرحات والتي ركز من خلالها على تاريخ منطقة بزو، مشيرا الى أن تاريخ منطقة تادلة أزيلال بصفة عامة ومنطقة بزو بصفة خاصة لم يكتب عليها إلا بعض الكتابات التي تبقى قليلة وهي للكاتبين عيسى العربي ومصطفى عربوش، بعد هاتين المداخلتين كانت مداخلة الأستاذ محمد العاملي المنسق البيداغوجي لمسلكي الماستر والدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال والذي ركز من خلالها على المجهودات التي تقوم بها الجامعة من أجل الحفاظ على تاريخ وتراث جهة تادلة أزيلال وذلك عبر تكوين مجموعة من الطلبة الباحثين في سلكي الماستر والدكتوراه، مؤكدا على أن هذا العمل جاء نتيجة تفكير عميق بعد التحاقة بالجامعة في التسعينيات، حيث فكر في محاولة نفض الغبار على تراث المنطقة واستجلائه لأصحابه حتى يتم استثماره في باقي المجالات الأخرى ويكون كرافد من روافد التنمية بالجهة.كما جاء في معرض حديثه أن وحدة الماستر والدكتوراه تجمع بين جميع التخصصات العلمية وليست حكرا على التاريخ فهناك علم الاجتماع، علم الاقتصاد، الجغرافيا علم اللغات ، القانون...وغيرها من الحقول المعرفية التي يمكن من خلالها دراسة التراث دراسة علمية تتحرى الدقة والموضوعية ، وذلك حتى يتم نقله إلى الاجيال القادمة وهو خال من كل الأخطاء والشوائب، وهذا لن يتأتى إلا من خلال العمل الجماعي للطلبة الباحثين بمعية مجموعة من الأطر التي لها كفاءة عالية بجامعة السلطان مولاي سليمان،وأشار خلال حديثه أن الحصيلة إلى حد الآن جد مشرفة حيث تم القيام بدراسات شمولية بالجهة تخص كل ما يتعلق بعادات وتقاليد الجهة. وفي الاخير فتح باب المداخلات من طرف الحضور لإغناء النقاش .