نظم طلبة مركز الدراسات في دكتوراه التاريخ والتراث وطلبة ماستر المجال والتراث والتنمية الجهوية وطلبة الإجازة يومه السبت 07 مارس 2015 ، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 08 مارس من كل سنة، حفل تكريم الأستاذة الدكتورة سعاد بلحسين بدار الثقافة ببني ملال ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. ولعل إصرار هذه المرأة وانخراطها في مختبر البحث في التراث بجهة تادلة أزيلال جعل منها نموذجا لأستاذة باحثة فرضت وجودها وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي والنجاح في الإشراف على العديد من البحوث والرسائل والأطروحات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال . وقد اختارت الأستاذة سعاد بلحسين الحاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة شارل دو كول بمدينة ليل الفرنسية، أن ترسم لها طريقا على درب العلم والمعرفة، على الرغم من الإكراهات والصعوبات، لمسار علمي وأكاديمي حافل بالعطاء. وبعزيمة قوية استطاعت الأستاذة سعاد بلحسين ، وبفضل درايتها بمناهج العلوم، من صقل موهبة أفواج عديدة – إلى جانب أساتذة آخرين- من طلبة الماستر والإجازة، حيث تمكنوا، بفضل ذلك، من اكتساب وسائل وآليات البحث العلمي، ولا أدل على ذلك، فقد احتل خريجو الأفواج الأولى من ماستر التاريخ والتراث المرتبة الأولى في جميع المباريات الوطنية الخاصة بالتوظيف. وعلى الرغم من انشغالاتها بقضايا التراث سواء المادي منه أو غير المادي، يبقى البحث الأكاديمي إحدى السمات البارزة في مسار الأستاذة سعاد بلحسين التي ندرت حياتها لخدمة البحث العلمي والأكاديمي بجهة تادلة أزيلال، إلى جانب زملاء لها في الجامعة، وربطه بالتنمية وذلك لتحقيق بعض الحاجيات والمتطلبات الاجتماعية لساكنة الجبل بصفة خاصة. وقد تم استهلال الحفل بكلمة في حق المحتفى بها أسالت دموع العديد من الحاضرين لما تحمله من كلمات عذبة ورقيقة في حق الأستاذة، عبر من خلالها الطلبة عن حبهم لأستاذتهم التي اعتبروها وبالإجماع أم وأخت وزميلة وأستاذة، كما هي شجرة للعلم ظلها باسق، قطوفها دانية وما الطلبة إلا بعض الثمار الزاهية. كما هي مؤرخة عالمة بالأمصار والأقطار، نجم في أنفاسه الدرر، نبراس للبحث، أضاء طريق أجيال من الباحثين الذين تكونوا وتربوا على أيديها. إنها منارة للعلم ونبع للحنان، إنها ضيفة جهة تادلة أزيلال التي احتضنتها للعيش فيها، فتكرمت للعيش لها. غصت قاعة العروض بدار الثقافة وهي تتابع فقرات حفل تكريم المحتفى بها، واكتفت النساء الحاضرات بترديد الزغاريد كلما تم الإنتقال من فقرة غنائية لأخرى.