لقاء تواصلي ببني ملال شكل موضوع "التراث وقضايا التنمية الجهوية .. الإستراتيجية والحصيلة والآفاق"، محور اللقاء التواصلي الذي نظم مساء الأربعاء الماضي بدار الثقافة بمدينة بني ملال، وذلك بمبادرة من مختبر البحث في التاريخ والتراث التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال. ويروم هذا اللقاء، الذي نظم بتنسيق مع الجمعية الجهوية للبحث في التراث، ووحدات التكوين في التراث والمجال والتنمية بهذه الكلية التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، ربط الصلة بين الدرس الأكاديمي الجامعي والمتلقي العادي حول ما تزخر به المنطقة من تنوع ثقافي وتراثي. وقد تم التأكيد خلال هذا اللقاء على مدى اهتمام جامعة السلطان مولاي سليمان بالتراث والثقافة الجهوية وضرورة انفتاحها على محيطها، من خلال مجموعة من التكوينات كالإجازة المهنية والماستر والدكتوراه. وأكدت سعاد بلحسين أستاذة بكلية الآداب التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء التواصلي شكل فرصة لتناول المواضيع التي تهم التراث والثقافة الجهوية، سعيا إلى ربط الصلة بين الدرس الأكاديمي الجامعي والمتلقي العادي. وأشارت إلى أن جهة تادلة- أزيلال تزخر بتنوع جغرافي مجالي فضلا عن تنوع ثقافي وتراثي يشكل مجالا خصبا للبحث العلمي، مبرزة أن هذا المجال الخصب تعتريه مجموعة من الصعوبات، علما أن الجامعة في طور تجميع هذه المادة الغنية على المستوى الأكاديمي. وقالت بلحسين إن الجامعة بحاجة إلى جميع الفعاليات الجهوية حتى يتسنى لها إبراز هذا التراث الغني بشكل أفضل، والذي يحتاج إلى جهد كبير من طرف الأساتذة الباحثين، الذين تمكنوا من الانخراط منذ إحداث هذه الجامعة في المسار الذي يهتم بكل ما هو تراثي وثقافي بالجهة. وبعد أن تطرقت للإكراهات التي تواجه البحث العلمي الجهوي في هذا المجال الذي لا يزال يسير بخطى خجولة، أكدت السيدة سعاد بلحسين أن هناك شبه تعبئة وطنية علمية وإحساس بالمسؤولية لدى الباحثين حيال أهمية التركيز على كل ما هو جهوي، حتى يضطلعوا بمهامهم على المستوى البحث العلمي ويكونوا في مستوى يواكب المنظومة الوطنية العامة التي تندرج في إطار الجهوية الجديدة، لتحقيق التنمية والرقي بالمواطن المغربي اقتصاديا واجتماعيا، ولاسيما ثقافيا. وخلصت إلى القول إن تنظيم مثل هذه اللقاءات العلمية تعد مفاتيح وقنوات تيسر على الباحث الأكاديمي التواصل مع محيطه الخارجي بشكل تدريجي، وهو ما يرسخ انفتاح الجامعة على محيطها. وبموازاة مع هذا اللقاء التواصلي، الذي نظم بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة تادلة- أزيلال، نظم معرض لمطبوعات مختبر البحث في التاريخ والتراث، والجمعية الجهوية للبحث في التراث، ووحدات التكوين في التراث والمجال والتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال.