بعث جلالة الملك رسائل عديدة لمن يهمهم الأمر قبل الخطاب الملكي لعيد العرش المجيد الذي أوصى من خلاله جلالة الملك بالعناية بالعنصر البشري و تساءل عن وقع و تأثير المنجزات و المشاريع على حياة المواطنين . لم تكن تساؤلات الملك محط صدفة بالنسبة للمتتبعين فجلالته عندما زار جهة تادلة أزيلال في زيارته ما قبل الأخيرة أوصى وزير الداخلية آنذاك بعقد لقاء مع المنتخبين ووصف بني ملال بالقرية الكبيرة . ومنذ ذلك الوقت تجند الجميع لتنفيذ التعليمات السامية بتوسيع الممرات و الطرق الرئيسية و خلق مساحات خضراء و تزليج الأرصفة استعدادا لما هو قادم فبدأت الأشغال و لم تنته حتى أثناء عودة الملك إلى بني ملال و سارع الجميع إلى الجهاد ضد الساعة خوفا من غضبة ملكية لا تغتفر . وصل جلالة الملك عاصمة عين أسردون قادما إليها عبر مطار بني ملال الذي أصبح من كبريات المشاريع بجهة تادلة أزيلال واستقبل بحرارة فجاب جلالة الملك الشارع الرئيسي ببني ملال و تجمهر حوله الآلاف من المواطنين ولم يترك جلالته الفرصة تمر دون أن يقارن بين بني ملال الأمس و بني ملال اليوم . وغير بعيد استقل جلالة الملك سيارته في اتجاه جماعة تيموليلت و سار مئات الأمتار على رجليه يشاهد مركز البلدة من بعيد والتقى شبابا و التقط صورا لتيموليلت التي لم تكن وقتها في حلة جديدة لتهاون رئيس المجلس الجماعي و معه قائد المركز . بأفورار بوابة الإقليم سمعنا و رأينا كيف كانت مستشارة الملك زوليخة الناصري تتحرك لرصد الاختلالات و غضبت كثيرا على المسؤولين و توعدتهم بالمحاسبة خصوصا وأن هناك أخطاء لا تغتفر انطلاقا من طريقة الاستعدادات و طريقة انتخاب المكتب المسير لدار الطالبة الذي باركته السلطة المحلية التي راكمت العديد من الأخطاء دون أن تحرك ساكنا في الوزارة الوصية التي أطالت عمره ببلدة تستحق الأنبل منه . و الملاحظ أن الزيارة الميمونة لأفورار لم تتعد إلا وقتا قصيرا و هذه إشارة لمن يهمهم الأمر و بأزيلالالمدينة طاف جلالة الملك نصره الله محيطها و اطلع على أحوال أهلها و كانت الرسالة التي توصل بها الملك من مواطن ينتمي لجماعة تكلفت يدعى التاني مصطفى عامل مياوم فاعل جمعوي لا عمل قار لديه تختلف عن باقي الرسائل التي تسلمها الملك و تحكي عن المعاناة اليومية لساكنة تكلفت خاصة و ساكنة الجبل عامة حيث وقفنا على احتجاجات و مطالب و حوارات بالجماعة القروية التي ينتمي لها الرجل تعدت 80 نقطة و كأن لا شيء بالبلدة . وخلال اليوم الأخير لجلالة الملك نصره الله بجهة تادلة أزيلال و التي كان وقتها بجوار بحيرة بين الويدان بأحد فنادقها أعطى تعليماته السامية لوزير الداخلية للعناية بساكنة الجبل و الوقوف على احتياجاتهم فطار الرجل على متن مروحية رفقة والي جهة تادلة أزيلال و عامل إقليمأزيلال إلى جماعة أيت امحمد و بعدها إلى جماعات أخرى فأمر الوزير عامل الإقليم باستكمال العمل و تم عقد عدة اجتماعات مع المنتخبين للوقوف على الحاجيات منها جماعات تكلفت و تبروشت و أنركي و أربعاء أقبلي و تفرت نايت حمزة و ...في الوقت الذي تم فيه تغييب المجتمع المدني في النقاش و الحوار و عدم الاعتماد على المخططات التشاركية التي أعدتها الجماعات المحلية عن طريق وكالة التنمية الاجتماعية بصفتها صاحبة المشروع . و المهم أن الزيارة الملكية الأخيرة كانت فال خير و بركة على الجهة من حيث المشاريع الكبرى التي تحققت و ستتحقق و على رأسها agropol و الطريق السيار فماذا أعد المنتخبون و السلطات لساكنة الجبل أمام استمرار الاحتجاجات و المسيرات للمطالبة بأبسط المطالب الاجتماعية من تطبيب و مسالك و تعليم و ماء واستقبال و إنصات لهمومهم فلماذا وجه جلالة الملك خطابا تاريخيا يوم عيد العرش المجيد بتساؤلات عديدة كان أجدى أن تجيب عنها الحكومة و المنتخبين في أسرع وقت و يكشف الجميع أوراقه و حصيلة مسؤولياته إن وجدت .