في لقاء مع الجمعيات ،يقول " نريد شراكة وتشاركية حقيقية ..اجيو نخدمو مجموعين نديرو يد في يد...." وانا اقول له الآن : ايوا آش واقع ؟ التشاركية فين هي؟ تمنيت لو ان التشاركية الحقيقية تكون عملا ملموسا على ارض الواقع وليست نظرية للاستهلاك الاعلامي ، فلو احصينا عدد اللقاءات التي نظمها المجلس البلدي للفقيه بن صالح وباشوية الفقيه بن صالح وعامل الاقليم مع جمعيات المجتمع المدني لقلنا فعلا وواقعا ظاهرا للعيان ان شعار التشاركية اصبح قائم الذات والصفات وان تجلياته بدأت تظهر للعيان ، لكن واقع الحال يفند كل الادعاءات ويمحق كل الشعارات الرنانة .فمهرجان الف فرس وفرس بلغ دورته الحادية عشرة وتوسع ريعه وفاضت ميزانيته وعم خيرها العميم الجميع ، إلا ساكنة المدينة. واولى بوادر العمل التشاركي هذا هو تفويت المهرجان لشركة معينة ، شركة لم تحضر لقاءات الجمعيات ولم تقدم مقترحات ، شركة لا وجود لها بالمدينة او بالإقليم ،فرق فلكلورية تجلب من اصقاع البلاد وكان الابداع عندنا عقيم او ان مطرب الحي لا يطرب ، ولنفترض جدلا ان الجديد والغريب يكون اكثر إثارة من المحلي...، لكن فسروا لي كيف يصبح ابناء الدار ضيوفا والغرباء هم المنظمون؟ وكان القبيلة والعشيرة خلت من رجال ونساء قادرين على تنظيم مهرجان و حمل شارة منظم . جلب اناس وضمان اقامتهم وتغذيتهم كرم حاتمي لا بد منه وخصوصا وان ابناء قبائل بني عمير وبني شكدال وبني موسى معروفون بهوسهم العروبي بالكرم واحسان وفادة الضيف .لكن ان يصبح الضيف غازيا يسفه الساكنة ويقدحها بشتى انواع التنكيل اللفظي هو استجلاب للعار على اهلنا، فاصبحنا كالقوادين من حيث لا ندري فلا نساؤنا ولا بناتنا سلمت من هؤلاء المستجلبين للتنظيم وحتى رجالنا يهانون في عقر دارهم .الفرح والنشاط هدف لكل انسان لكن ان يكون على كرامته فهو الذل بعينه. قمة التشاركية وهي ان تصبح ضيفا عند اناس فوتت لهم ميزانية اصلها من جيوب الساكنة ، قمة التشاركية ان تسلط اضواء الكاميرات على شارع وساحة وكان المدينة كلها نسخة طبق الاصل عنهما ، قمة التشاركية ان تحس بالغربة في موطنك ، قمة التشاركية ان تكون جمعية بدون منحة ولا دعم واموال طائلة تسلم للبراني في طبق من ذهب وفوقه قبلة وكرامة بناتنا ، قمة التشاركية ان يكون المهرجان مصدر رزق للآخر وعلى معطلات ومعطلي المدينة السلام. استنشقت رائحة البارود المنبعث فلم اشم الا رائحة الفساد المضمخ بعبق التشاركية