ازداد حماس الأستاذات و الأساتذة حاملو شهادة الإجازة و الماستر المضربين بمدينة الرباط بعد المسيرة الحاشدة التي توجهت أمس نحو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكذا المسيرة المنظمة اليوم الخميس 12 دجنبر 2013 نحو الوزارة بباب الرواح. وقد عبر الأساتذة المحرومون من الترقي بالشهادة عن تشبثهم بمطلبهم الشرعي و المشروع رغم تعنت الوزير الأول الاسلاموي بنكيران الذي اغرق البلاد في ديون جديدة و أطلق شعاره الفاسد عفا الله عما سلف، في المقابل اعمل آلته القمعية لضرب الأساتذة و سحل الأستاذات في الشارع العام، مكرسا آلية الإفلات من العقاب و مشجعا على إهانة المواطنين و على رأسهم نساء و رجال التعليم. و إذا كان الاسلاموي بنكيران يدعي انه جاء للحكم من باب الديمقراطية و عبر صناديق الاقتراع، فانه بين للمغاربة طريقة تدبير جديدة لم يسبقه إليها احد، معتمدا كل أساليب التنكر و الكذب، فقد استغل السلفيين في حملته الانتخابية، و تنكر لهم ولمعتقليهم رفقة زميله الرميد، في حين يساهم في طمس الحقيقة في أي ملف يمس إخوانه ولعل ملف ايت الجيد بنعيسى لخير دليل. إن التاريخ يشهد اليوم كيف يقبع معتقلو السلفية في سجون المغرب، ووحده الله يعلم ما يعانونه من ظلم و تنكيل داخل السجون، ورغم الإضرابات عن الطعام و تظاهر إخوانهم و عائلاتهم أمام البرلمان إلا أن بنكيران و الرميد لهما آذان من طين لا تسمع، واعين عليها غشاوة لا ترى. ستتفتق عبقرية هذا الرجل أيضا عندما سيحرم مئات المجازين المغاربة من ولوج مباراة مراكز التكوين فعوض 8000 منصب التي نشرتها وزارة التربية الوطنية سينتقص العدد إلى 7000 من ضمنهم ما يقارب 500 منصب من نساء و رجال التعليم، بمعنى أن المناصب التي وفرها بنكيران قد تصل إلى 1500 فأين سيضعها هذا المخادع؟ إن حركة الألف ستبدأ نضالاتها اليوم، و أرجو أن يفضح نضالهم هذا العمل الشنيع و يشهروا بالمسؤول الذي أجهض أحلامهم في مهدها. فلا يعقل أن تعلن الوزارة عن عدد معين من المناصب لتتراجع دون سابق إنذار عن ذلك. نفس السيناريو ستقوم به وزيرته اليتيمة و صديقه الرميد فيما يتعلق بمباراة المساعدين الاجتماعيين، إذ تم الإعلان عن 80 منصب لينجح في الامتحان الكتابي52 فقط يتخللهم أيضا بعض الموظفين و المتعاقدين مع التعاون الوطني و إدارة السجون. إن وزارة الحقاوي منشغلة بقانون التحرش و تستهزئ بأصحاب الإجازة المهنية في مجال المساعدة الاجتماعية، و رغم نضالات هؤلاء، فبسيمة أضاعت أملهم في ابتسامة بعد حصولهم على إجازة يعتبرونها مضيعة لسنتين من التحصيل و البحث العلمي. قد يتذرع اللحية بسياسة التقشف، لكن لم لم يتقشف في عدد وزراء حكومته؟ و لم لم يتقشف في أجور برلمانييه؟ بل و لم نسمع عنه يتبرع بمرتبه لصالح الوطن؟ كما يفعل كل مسلم أثناء الضيق و الشدة؟ أم أن الإسلام لا تظهر تعاليمه إلا زمن الحملات الانتخابية و زمن المعارضة الصورية. لقد ضقنا ذرعا بهذه الحكومة البليدة، و التي تستبلد المواطن المغربي في كل لحظة، إنما للصبر حدود يا بنكيران يا الغشاش. لعل الانجاز الذي قام به الملتحي و بطانته في واقع الأمر، هو انه كشف لنا رقم البلداء الذين صوتوا لحزبه و كذا ادعائه تقليص نسبة الاحتجاج، لكن احتجاج نساء و رجال التعليم لن يتوقف، ولن يقتصر على مطالبهم فقط بل سيطال كل مطالب الشعب المغربي إن عاجلا أو آجلا. ورغم القمع و الترهيب فكل المغاربة عاقوا بيك ولن يسكتوا وان سكتوا فالله بكيدك عليم وانتظر سوء عاقبتك.