ألا تسألون من أنا، من أكون هل تعرفون من أين أتيت وهل لهذا الوضع قبلت أهو اختيار أم رغبة أو لكل هذا أبيت من أنا ومن أكون فتاة، امرأة أو رجل مسن، عجوز أو كهل طفل، شاب، أو يافع إني كل هؤلاء لأني ببساطة فرد في وطني ضائع فلا تبحثون كثيرا في قواميسكم لا تغضوا عنا طرفكم من الرفض حينا ومن الشفقة حينا وأحيانا من خجل إنني بوضوح كما تلقبونني طفل الشارع أثير تقززكم أثير اشمئزازكم بلباسي، وشكلي، وسحنتي وشعري من كثرة الوسخ في الضوء لامع وربما لكل الأمراض أصارع ألا تسألون من أنا، من أكون تسألون عن أفعالي عن إدماني أفي الكون من يعشق حياة الشوارع فأنا مثلكم لا أعرف شيئا عن نفسي وأهرب بإدماني لألا أبحث عن الدافع لم أختر أن أكون مشردا فلو تعلمون كم طعم التشرد مر لاسع ألا تسألون من أنا، من أكون وكأني ولدت من غير رحم وكأن أمي ليست امرأة لم يطأها أحد ولا رجل لها ضاجع أ وتعلمون شيئا عن حياتي فالأرض فراشي والخواء منزلي ليس لي أسرة ولا سند ولم أجد حضنا دافئا غير الشارع ترددون أن كل بني البشر متساوون لأن الكل ابن التاسع أما أنا فربما ابن خامس أو سادس بل لست حتى ابن السابع ألا تسألون من أنا، من أكون فكل منكم ينام ويحلم بالغد وأنا أبيت أعد النجوم وأدفئ نفسي بأنفي لأني لغدي غير منتظر وصبحي غير ساطع فأنيني عن عمقي يرحل ليتناثر عبر الهواء لعله يجد قلبا و ربما لوجعي من مسامع ألا تسألون من أنا، من أكون من منكم يأكل الفضلات ومن الأزبال البقايا من منكم يمد يديه ويستجدي الرعاية من منكم جفت له