نحن جيل السبعينيات حصلنا على البكالوريا بميزات جيدة لنجد أنفسنا في كماشة مراكز تكوين المعلمين ، هناك بدأت أحلامنا تترنح ،غسلوا أدمغتنا ، و باركوا لنا رقم تأجير سيلازمنا حتى القبر . اخبرونا أن المجتمع سيحترمنا، فادا به ينعتنا بأقبح النعوت : ( كوعليم ...سقرام ... ) فصرنا نكره كلمة معلم مرادفة الفقر و البهدلة و التسقريم ... وصرنا أبطالا للنكتة و التندر . أرسلونا، فيما يشبه النفي، إلى الفيافي و الصحاري و الجبال ، عذبونا ، بنوا لنا براريك سموها افتراءا أقساما، و أقفاصا بلا مراحيض ، الأغبياء ظنوا أننا بلا مؤخرات، فكنا نتغوط في الأكياس البلاستيكية، نحكم إغلاقها و نتخلص منها في الخلاء . قطعنا مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام... هاجمتنا الكلاب الضالة... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء... أبكتنا العزلة و الحنين... أتذكر جملة صدح بها احدنا في وجه مسؤول : ( الأجرة هي فقط تعويض عن شبابي المدفون في هدا الجبل!) . عشقنا المعلمات... بعثنا لهن رسائل الحب و العشق مع التلاميذ الأبرياء ، كنا نسمي الواحد منهم : مرسول الحب، بادلننا الحب لنكتشف بعد العطلة أنهن تزوجن بآخرين .المهم بالنسبة لهن الخروج من الجبل و ليذهب الحب للجحيم... صمدنا... انتقلنا من الجبل الى السهل... حاربنا الأمية... صنعنا جيلا يقرا... يكتب... يعي... رأينا بعضه يتظاهر في 20 فبراير، بينما كان البعض الآخر يراقبه في زي الأمن ! نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعا ، فاقتسمنا حوالاتنا مع الابناك لتغطية قروض السكن و الزواج و السيارة المتهالكة و غدونا أفقر من ذي قبل . (المخيرفينا) لا تكفي شطارته لهزم العشر أيام الأولى من الشهر!. صدقنا اليوسفي... فخذلنا ولعلو. ترجينا في الفاسي... فتجاهلنا مزوار. أوصلنا بنكيران لرئاسة الحكومة... فقمعنا الوفا ! و لان الأمل في الله دوما قائم ، و من اجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الاتكيت و بإصرار : المهنة ( موعاليم! ). .