مسرحية ظل الجنرال هي عمل ابداعي جديد لفرقة مسرح أبعاد من البيضاء وهي نص مقتبس عن رواية جنرال الجيش الميت للكاتب الألباني اسماعيل كاداريه وأعده للمسرح الكاتب الليبي عبد الباسط بومزيريق فيما اخرجه للعرض المسرحي الكاتب والمبدع المسرحي عبد المجيد شكير تحكي المسرحية عن جنرال اصيب بهوس الرغبة في تمجيد انتصاراته اثناء الهجوم الايطالي على ألبانيا وفيما يعمل مساعده على البحث عن رفات الفيلق الذي قاتل في المعارك للاحتفال بالنصر العظيم ، كان هناك اناس لم يتوقوا لا انتصارات ولا فرح بقدر ما كانت الحرب مأساة بالنسبة لهم نظرا لما لاقوه من هؤلاء الجنود من سوء المعاملة لهذا اضمرت امرأة القرية روح الانتقام من جنرال الفيلق لما قام باغتصابها فيما امعن شيخ القرية في بيع رفات مزيف لجيوش في نظره مهزومون . اعتمد المخرج عبد المجيد شكير في رؤيته الاخراجية لهذه المسرحية على خلق أجواب الحرب بالتركيز على الجو الشاحب والزوايا المظلمة كما ركز على العامل النفسي للشخصيات المتصارعة مع كيانها الداخلي الجنرال وهوسه من أجل إثبات فعل الانتصار مقابل المرأة التي تتفاعل من أجل اثبات الهزيمة والانكسار نظرا لفعل الاغتصاب الذي مورس عليها . ويعد مشهد الاغتصاب هذا من أقوى اللحظات التي ميزت المسرحية . بالنظر إلى الطريقة التي قدم بها ، فهي توحي بتمعن عميق وإبداع أوصل عنف اللحظة بكل ايحائها الجنسية دون السقوط في الابتذال. ومن الجوانب التي تبرز منطلقات المنظور للعملية الاخراجية الاقتصار على طاولة ثابتة ومتهالكة ترمز إلى الزمن الماضي لكنها تتحول إلى فضاء للبوح والاعتراف وأحيانا مكانا لرسم الخطط الحربية . توفقت المسرحية في خلق تفاعل مع الجمهور بالرغم من قلته تحت ضغط حرارة صيف الفقيه بن صالح وتركت اثرا عميقا في نفوس متتبعيها وذلك لما اظهره الممثلون من قدرة على الأداء الجيد وضبط الانتقالات الدرامية والأنفاس المكونة لحوارات الشخصيات فكان التشخيص تفاعليا مع العرض ومع الجمهور .