"الجن وصحابُ" عنوان أثار ضجة إعلامية مهولة، وحرك الراكد حولنا، وكأن موضوع معاناتهم يطرح أول مرة على المسامع، لم نتأنى لنساءل أنفسنا، أو لنعيد التمعن في حكاياتهم، ونتأمل بعمق وجوههم وهي تستعطف المتفرج، الذي أهانه صانع المهزلة و استبلده، باغتصابه طفولة أقل ما يقال عنها أنها اغتصبت مرات ومرات، فبأسئلته الإيحائية جعل من منبره الإعلامي بطلا يزيح الستائر عن المسكوت، متناسيا أخلاقيات المهنة النبيلة، والمتمثلة في كشف الحقائق دون المتاجرة بمعاناة الآخرين، بل بوعوده اللامتناهية خلق أبطالا من ورق تقاذفتها عواصف الحياة، وأغرقها هو بجرة قلم في غور خضم حالك، بل المثير للتقزز هو خروج الكثيرين عن صمت دام سنوات ليتصدر طليعة المدافعين عن أطفال الشوارع، وكأن الشوارع أول مرة تحتضن هؤلاء الأطفال الأربعة متناسين أن شوارع البيضاء ومعظم مدن المغرب لا تخلو من الأشخاص بدون مأوى من مختلف الأعمار والفئات ومن كلا الجنسين، وحل إشكالاتهم ليس التباكي على حكيهم بل البحث في أصول المشكل، فليس أسمال وطعام ودريهمات هي المنقذ بل العمل على الدوافع الأساسية واقتلاع الفقر المادي والمعنوي الذي يعيشه الشعب منذ أمد، حتى لا نكرر نفس الصور مع جيل بأكمله ونناهض الإقصاء بكل تمظهراته، فالمأوى ليس سقفا بل الإحساس بالأمن والأمان. ملحوظة" الجن وصحابوا هم اطفال مشردون سبق واجرى معهم احد الصحفيين استجواب منشور على اليويتوب"