مكنسة الفساد (فكرة) منبر(صوت الصمت) كانت لي دردشة مع رجل خابر الزمن، وعاصر حقبة الاستعمار. حكى لي عن المعانات التي عشاها الوطنيون لقولهم كلمة ( لا ) في وجه القهر، والعبودية، والإذلال، وكان مصيرهم السجن. كانوا سعداء آنذاك، لأنهم في سجون وطنهم، وأنهم ليسوا غرباء لأنهم كانوا يدافعون عن استقلال وحرية هذا الوطن، ولن تتزعزع عقيدتهم ولم ينل من إيمانهم، رغم ألوان التنكيل والتعذيب، والمعانات، ولم يثنيهم قمع وجبروت المستعمر عن إصرارهم لتخطي كل معوقات الأسر،من أمراض، و ظروف العيش المزرية، وحالة الزنزانات، زمن الاستعمار وما تحويه من قاذورات، وحشرات سامة وجرذان، لكنهم كانوا حريصين على تنظيف مقامهم، ومحاربة الجرذان والزواحف، والحشرات السامة، لتشبثهم بالحياة، وأملهم في فجر مغرب الغد مغرب الاستقلال والحرية. كانت لحظات ألحكي مشوقة، والرجل في نشوة الارتياح، يحكي سيرة زمن الماضي بكل افتخار، ولم ينسى محدثي مقولة احد حراسهم وجلادهم آنذاك، كلما طلبوا منه مكنسة لتنظيف الزنزانة، كان يقول لهم دائما لنا مكنسة واحدة لكل الزنزانات، ساءت بها لكم حينما يأتي دوركم، ألف الرجل الخطاب، وحفظ رد الحارس الذي يقول فيه : وكانت الجملة الوحيدة التي حفظها وتعلمها .(Un seul balai suffit pour tout le monde) وفي إطار النقاش، دار الحديث بيننا حول الحالة الراهنة التي تعيشها البلاد، من عبث المسئولين الإداريين والسياسيين، والفساد الذي ينخر جسم هذا الوطن, فسألني : ( كم مكنسة تكفينا لتنظيف البلاد من أجل راحة العباد) محمد علي /فبراير 2012