[b] عمي "الجيلالي " وسط الحملة الانتخابية . هو رجل طويل القامة ,شهم بمعنى الكلمة , يحبه زبناؤه ,لأنه يضيف لهم مرقا حار المذاق المنعش بشتى أصناف التوابل في طبق أكلة الحلزون , و بعد تناول محشو أغلال الحلزون الشهي , وبثمن مناسب , يقدم لهم أيضا منديلا ابيض اللون لمسح الأيدي الملطخة بالايدام والمرق. وأثناء تلك الوجبة المتواضعة دار حوار الحملة الانتخابية البرلمانية الراهنة بين عمي "الجيلالي " وشاب يهوى أكل الحلزون حتى النخاع : - ألم تشارك في الحملة الانتخابية يا عمي " الجيلالي " ؟ . - المشاركة في الحملة الانتخابية يا ابني : هي أن اتمم بيع الحلزون لزبنائي طيلة هذا اليوم . - لو تركت هذا الأسبوع بيع الحلزون , وساعدت احد المرشحين , ليشفق من حالك , ويغدق عليك بمال كثير . - ماذا تقصد , اترك البيع الحلال , لأتسلم المال الحرام ؟. - لا تغضب "أعمي الجيلالي" ؟ - يا بني ,اشرب المرق الحار اللذيذ , أنت في ريعان شبابك ,لا تميز بين الحلال والحرام . - بالعكس , الحلال بين والحرام بين "أعمي الجيلالي " . - يا بني , (كل من عليها فان,ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) . - فارق عربتك الهرمة ,يا عمي الجيلالي , ولو لفترة قصيرة !!! . - العربة القديمة المناضلة أفضل بكثير من السيارة الأنيقة الآتية من الرشاوى وعرق جبين الضعفاء والمحتاجين . - هل استمعت إلى المرشحين وهم يحاولون توضيح برامجهم الانتخابية ؟ فمن هو المرشح الذي تنوي التصويت عليه ؟. - هل رأيت يوما ما غرابا ابيض اللون ؟ - لا يا عمي "الجيلالي ". - وهل يوجد أملس في القنافذ ؟. - لا يا عمي "الجيلالي" , جميع القنافذ تلسع إذا لمست جلدها . - كذلك اغلب هؤلاء المرشحين , يحبون المال حبا جما ,ولا يعرفون من أين نأتي بأغلال الحلزون ؟ . - لنفرض لو طرح احد المرشحين في برنامجه الانتخابي : مشكلكم انتم باعة الحلزون . فهل ستساعده في حملته ؟. - أولا : المرشحون لا يتناولون أكلة الحلزون , وليست لهم أية علاقة بنا , وثانيا : إننا في نظرهم لا نمثل أية قوة في التغذية الوطنية للمجتمع المغربي . - تخيل لو وجدت في الشارع ورقة الحملة الانتخابية عليها رمز " الحلزون " ترفسها الأقدام . كيف سيكون موقفك منها ؟ . - بصراحة . سأجلس على ركبتي ,جلسة إجلال واحترام ,لهذا المخلوق الصغير الذي يغذي ألاف من المواطنين المغاربة ,واحمل بين أحضاني هذا الشعار الخالد لهذا المخلوق الهادئ, الذي تحبه الطبقة الكادحة المحبة للرخاء والسلم والسلام . ويؤذن المؤذن لصلاة الظهر , ليقترب الشاب والعم " جيلالي" من باب المسجد الكبير للمدينة ,استعدادا لأداء فريضة الصلاة , بينما ارتفع صياح القائمين بالحملة الانتخابية في الشارع المجاور لهذا المسجد العتيد . محمد همشة . دار ولد زيدوح في : 21/11/2011 .[ /B]