في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المغاربة بعموم التراب الوطني بضرورة إعادة الكرامة للساكنة من خلال احتجاجات متواصلة وسلمية وإقبال نقابات على تنظيم إضرابات في مجالات : التعليم بكل فئاته ، الصحة، الجماعات المحلية للمطالبة بأبسط الحقوق ، يصر منظمو مهرجان موازين على التمادي في تنظيم مهرجانهم ... الذي قدرت ميزانيته حسب بعض المنابر الإعلامية بحوالي 62 مليون درهم ..ستذهب إلى جيوب المشاركين بطريقة باردة ...وهي ميزانية قد تفوق ميزانية مستشفى عمومي أو جامعة بأكملها أو جهة إدارية معينة..في حين يرزح المواطن البسيط تحت نار غلاء الأسعار والاكتفاء بالشاي والخبز رغبة في البقاء...حقيقة إن المرء لتنتابه الحيرة والاستغراب من هذا الواقع المتناقض ... فلماذا الإصرار على تنظيم هذه المهرجانات؟ ألا يستحيي منظموها وهم يرون أقرانهم من المغاربة البسطاء يعيشون الفقر المدقع ؟ ألا يحدثهم ضمير المواطنة للتضامن مع إخوانهم ..هل انتفت قيم الإنسانية من هذه الكائن البشري..؟ هل من العقل صرف هذه الأموال الطائلة على مهرجانات أودت بحياة كثير من الحاضرين ؟ أليس من حق المغاربة الاستفادة من خيرات بلادهم ؟ أليس من الأولوية الإجتماعية تخصيص ميزانية هذا المهرجان لفائدة أطفال آيت عبدي الذين لا يجدون ما يملؤون به بطونهم ويسترون به أجسادهم؟ إن جولة بسيطة بمدينة الرباط...تحيلك على مجموعة من الإعتصامات أمام الوزارات والبرلمان لفئات أعياها الانتظار لتسوية ملفاتها: المعطلون، الأساتذة، الدكاترة،.....وفي نفس المدينة تنظيم مهرجان موازين الذي أفقد توازنه وبدد مبلغ 62 مليون درهم. إن رفض مثل هذه المهرجانات يجعل بعض اللوبيات الاقتصادية والفرنكفونية يتهمونك بتهمة أنك ضد الفن... فأي فن هذا الذي يقوم فيه الفنان بخلع ملابسه في استهتار صريح بمشاعر المواطنين..وهل لا وجود لفن إلا إذا كان مقرونا بالعري وكشف العورات...ونحن نقول إننا مع فن يرتقي بالذوق الجمالي الفطري ويعانق هموم وآمال وآلام المواطن.