لقد أستطاع القدافي و بعظمته المعهودة أن ينسينا كل أحداث مصر وتونس .وخطف الأضواء من كل مشاهير العالم ليتربع على عرش الإعلام وبكافة وسائله المسموعة منها والمرئية. وجعل العالم بأسره يقف مذهولا أمام خطاباته0 حيث أعلن في أول ظهور إعلامي له بعد الانتفاضة ﴿أنه لا يملك أي منصب ليستقيل منه بل هو قائد ثورة وسيحارب لآخر طلقة ﴾ وفي الخطاب الثاني يقر ﴿أن بن لادن هو المسؤول عما يحدث في ليبيا وأن الشباب الليبي الثائر يتعاطى حبوب هلوسة﴾ إني أستغرب من إنسان سوي أن يقدم على ما أقدم عليه القدافي . وكيف أشبع شعبه عبارات مذلة وتهديدات علنية وتحليلات سياسية لا أساس لها من المنطق . وهذا أن دل على شيء إنما يدل عن مدى سخافته وسذاجته وضيق نظره إن لم نقل إنعدامه0 فكيف يكون هذا الشخص رئس لبلد مثل ليبيا ؟ لكن أعود و أقول في نفسي ﴿ ترفع الأقلام عن المجانين﴾ هذا الجنون الذي طالما كان مضحكا واليوم أصبح قاتلا فكيف يمكن وضع حد لهذا المجرم الذي يعبث الآن بأرواح المدنين ؟ القدافي الآن يستبيح الشعب الليبي وذلك عن طريق التقتيل و الذبح والاغتصاب والتجويع. فقد حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن شبكة التموين بالمواد الغذائية في ليبيا ''مهددة بالانهيار''، في حين تخشى منظمات إنسانية من عدم قدرة العديد من الأشخاص على مغادرة البلاد. وقد دخلت الثورة الليبية أسبوعها الثاني وآخر الأنباء تشير إلى سقوط عدد من المدن في يد الثوار في حين أن المجازر مازالت مستمرة في طرابلس. بين كتائب بقيادة أبناء القدافي و الشباب الليبي الذي يتعاطى حبوب هلوسة ﴿حسب القدافي ﴾0 هذا وقد انشق ابن عمه﴿ أحمد قداف الدم﴾ معلنا انضمامه للشعب .إضافة إلى جملة من الانشقاقات في صفوف القدافي احتجاجا على أعمال القمع الوحشية ضد العُزل مما يشير إلى تفكك النظام الليبي أو بلأحرى التخلي عنه0 و في خطوة متقدمة ربما تتبعها في الساعات القادمة خطوات مماثلة دعا الرئيس الفرنسي ﴿ساركوزي﴾ المعمر القدافي للرحيل .وهي أول دعوة للرحيل من طرف رئيس دولة0 هذا و تعرف مجموعة من الدول العربية انتفاضات شعبية .من بينها البحرين والأردن وموريتانيا والعراق وتونس ومصر وكان أهمها اليمن. وهي تكتسب مع مرور الوقت زخما يصعب احتوائه فقد أصبح يوم الجمعة يوم الغضب العربي 0 ويبقى واقع واحد مشترك بين كل هذه الدول العربية وهو نزع الفساد من جذوره. وفتح الباب أمام الشباب الذي ولد وتربى تحت راية الفقر والقمع و الظلم والذي تمكن من كسر جدار الخوف. بعد الفتيل الذي أشعله البوعزيزي والذي أحرق في طريقيه الأنظمة العربية وزلزل الكيان الصهيوني الأمريكي0