للصورة دلالاتها. فأن يجلس مستشارو الملك، فؤاد عالي الهمة الذي كانت الصحافة المكتوبة المستقلة تصفه في وقت من الأوقات بنائب الملك في السياسة، وأن تظهر ملامح زليخة نصري وياسر الزناكي وعزيمان، وأن تخطف وجوههم الأضواء من باقي الوزراء، وأن تنشر هذه الصورة بالذات، والجميع يعلم أن الصور لا تنشر إلا بعد أن تحظى بإذن وترخيص، فإن أكثر من رسالة وصلت إلى من يعنيهم الأمر، وأولهم وزراء حكومة عبد الاله بنكيران. فقد سرق مستشارو الملك الأربعة الذين رافقوه في زيارته إلى دول الخليج الأضواء من وزراء حكومة عبد الاله بنكيران خلال الاجتماع الذي عقد امس الاربعاء بجدة بين مسؤولين سعوديين ومغاربة، وإذا كان حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد خفف من حدة دلالات الصورة، فإن قراءتها تحتمل الكثير من التأويلات. حامي الدين اعتبر كما أكد في تصريح له ورد في يومية "المساء" أن الأمر عادي، لأن الزيارة التي يقوم بها الملك إلى الخليج عالية المستوى ومرتبطة بشراكة استراتيجية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي. أما الساسي فقد قال لنفس اليومية أن التساؤل طرح في بداية هذه التجربة الحكومية حول ما إذا كان مستشارو الملك سيقومون بنفس الأودار والوظائف التي كانت لهم في الماضي، أم أن هذه التجربة ستشكل بداية مرحلة جديدة سنتخلص فيها من ما وصفها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي بازدواجية بين سلطة الدولة وسلطة الحكومة. وأضاف الساسي أن ذلك بدأ يظهر مع بداية التجربة من خلال وجود اتجاه نحو تأبيد وتكريس استمرارية نفس الأدوار والوظائف التي كانت قائمة في الماضي، وذلك على الأقل عبر مؤشرات تظهر أن المستشارين لازالوا يلعبون أدوار أكبر من أدوار المستشارين العاديين لرئيس الدولة في النظام البرلماني.