"فبراير.كوم" تنفرد بكواليس زيارة الرئيس التونسي إلى المملكة المغربية. اختار الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، حسب ما أكدته مصادر مطلعة ل"فبراير.كوم" أن يقيم في بيت أخته نادية المرزوقي المتزوجة من عبد الواحد بلكاري وهو رجل سلطة برتبة قائد ممتاز، عوض النزول في الإقامة الفخمة التي كان القصر يعدها لاستقباله خلال زيارته التي تبدأ يوم الأربعاء 8 فبراير وتنتهي الجمعة 10 من نفس الشهر. وهذا معناه أنه سيقيم بمنزل شقيقته بحي المسيرة 3 في مراكش، الشيء الذي سيعقد المرافقة والمراقبة الأمنيين لضيف من عيار رئيس الدولة التونسية. صحيح أن الأمر لا يتعلق بشخصية أمريكية أو إسرائيلية موضوع تهديدات أمنية، وإنما بمعارض سياسي كان منفيا ومطاردا من طرف نظلم بنعلي الديكتاتور، وهو (المرزوقي)محط الكثير من التقدير والإحترام، وما اصراره للنزول في بيت شقيقته وتواضعه إلا امتداد لشخصية لن يشكل تواجده في أي مكان خطرا على شخصه، لكن من الناحية البرتكولية اقتراح المرزوقي لم يخل من إحراج، لاسيما وأنه سيفرض على الأمنيين وعلى الحراس ملاحقة الرئيس التونسي في أحياء المسيرة 3 بمراكش. نادية التي سينزل عندها الرئيس التونسي، هي الأخت غير الشقيقة، لكنها تظل حسب بعض المقربين من الرئيس التونسي أكثر اقربائه الذين يكن لهم المودة والحب، وتجمع بينهما علاقة اخوة مثينة. إذ سبق لوالد المرزوقي ان زار المغرب فالتقت عيناه بعيني مغربية سحرته منذ النظرة الأولى، فتزوجها وأنجب منها نادية قبل ان توافيه المنية بمراكش. نادية حصلت على الجنسية المغربية سنة 2002، بعد أن رفض ملفها في فترة سابقة، ويحكى أنها لدعم ملفها في المرة الموالية تدخل أحد الشيوخ الصحراويين الذي تعتبر كلمته مسموعة لتقوية فرص حصولها على الجنسية المغربية. ويبدو أن وزير الداخلية أمحند العنصر سيكون في موقف حرج الآن، بعد ان تم توقيف القائد الممتاز زوج أخت الرئيس التونسي، وذلك سنة 2010 بعد خلاف بسيط مع العامل الذي كان يشتغل معه باقليم جرادة. وقد سبق للمرزوقي أن زار المغرب مرتين، وقد كان يحرص باستمرار على أن يزور على الخصوص مراكش وطانطان، التي كان يفضل اكل السردين المشوي بها. هكذا تعددت أسباب الاحراج خلال الإستعدادات لزيارة رئيس دولة جارة يعتبر صهرنا وقريبا لنا في الدم عبر اخته من ابيه. لكن، من المتوقع أن تمر زيارة الرئيس التونسي في أجواء عائلية، الشيء الذي يسهل الكثير من نقاط الالتقاء وفرص التعاون، فمن المتوقع أن تحتل مسألة تفعيل اتحاد المغرب العربي والوسائل الكفيلة بتحقيق التعاون والتكامل بين دول المنطقة في أفق تحقيق الاندماج المغاربي، مكان الصدارة في المحادثات المغربية التونسية. باختصار، تكتسي زيارة الرئيس التونسي أهمية قصوى، سواء على المستوى الشخصي أو من الناحية السياسية. وللإشارة، فقد خلفت الكثير من قرارات الرئيس التونسي أصداء أكثر من طيبة، بما في ذلك، فتح أبواب القصر الجمهوي مرتين في الشهر لزيارة المواطنين، وتنازله عن ثلثي راتبه، وبيع القصور الرئاسية، وإعادة الكثير من التحف التي كان يتمتع بها الرئيس المخلوع وعائلته في قصوره إلى المتاحف..