وسط إجراءات أمنية مشددة، وبحضور عدد من التونسيين المقيمين في مراكش، زار الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، قبر والده بمقبرة الشهداء بمنطقة باب دكالة مراكش عصر أول أمس الخميس. وقد وصل الموكب الرسمي العادي للرئيس التونسي، الذي كان يرتدي اللباس التقليدي لبلده، يتبعه أفراد أسرته، على متن حافلة صغيرة، إلى مقبرة الشهداء بباب دكالة، حيث حل الحراس ورجال الأمن بباب المقبرة في شارع أسفي قبل وصول المرزوقي بدقائق قليلة، لتأمين المكان، وإخلاء المقبرة من العاملين بها، وإغلاقها في وجه المواطنين، وفرض حراسة أمنية عليها لفسح المجال للرئيس التونسي الجديد الذي ولج المقبرة من بابها الخلفي لقربه من قبر والده. ودخل المرزوقي إلى المقبرة ويده في يد أحد أقربائه، وكأن الخوف والرهبة يتملكانه، حينها ذرفت أخت الرئيس التونسي الدموع وكادت تسقط جراء تأثرها بالأجواء التي تأتي فيها زيارة والدها محمد المرزوقي الذي توفي في شهر رمضان من سنة 1988. توجه الرئيس التونسي بخطى ثقيلة صوب قبر والده، بعد أن وفر عمال النظافة والقائمين على هذا الشأن كل الظروف التي من شأنها أن تيسر للرئيس منصف المرزوقي زيارة قبر والده، الذي كان يعمل خبيرا قضائيا. وصل المرزوقي رفقة حوالي 10 من أفراد أسرته، ووالي مراكش، والمندوب السابق للأوقاف جعفر الكنسوسي. ووصل المرزوقي إلى قبر والده المزين بالفسيفساء المزركش، وقد نبتت فوقه نباتات وغرست بجانبه أغصان من الزيتون والليمون. وقف الجميع أمام القبر في وقار وخشوع، وبدأت بعض النساء يذرفن الدموع، في حين احمرت وجوه بعض أفراد أسرة المرزوقي، بينما كان طفلان يتطلعان إلى أوجه الخاشعين تارة، وإلى قبر جدهما تارة أخرى. وضع أحد أفراد أسرة الرئيس التونسي باقات الورد على قبر المرحوم، وشرع حينها مقرئون يمثلون مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش في تلاوة سورة «يس»، لتسود حالة من الخشوع، واختتم المقرئون تلاوتهم بسورة الفاتحة، والدعاء للرئيس الجديد لتونس بالتوفيق في مهمته. وكان الرئيس التونسي الجديد، قد حل صباح أول أمس الخميس بمطار مراكش المنارة الدولي، في حدود الحادية عشرة صباحا، ليتوجه إلى مقر إقامته بدار الباشا الكلاوي، وكان في استقباله عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ونجيب الزروالي سفير المغرب بتونس، ومحمد امهيدية، والي جهة مراكش، وحميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، وعدنان بنعبد الله، نائب رئيسة المجلس الجماعي لمراكش وكبار المسؤولين بالمدينة الحمراء. هذا، وقد غادر الرئيس التونسي الجديد، مدينة مراكش صباح أمس الجمعة في اتجاه طنجة، لزيارة شقيقته، التي تقيم بمدينة البوغاز، قبل أن يواصل جولته المغاربية، التي بدأها من المغرب، صوب موريتانيا.