عادت الحكومة الجنوب إفريقية مرة أخرى، إلى التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية ومهاجمة سيادتها على الصحراء، في ظل محاولتها تزعم تزعم التيار الموالي لمقترح "الاستفتاء" الذي تتبناه الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، في الاتحاد الافريقي. وفي خطاب موجه إلى أعضاء البرلمان في بلدها، حول موضوع ميزانية الدولة، قالت وزيرة الخارجية في بريتوريا، ناليدي باندور، إن حكومتها لديها "التزام مهم بتعزيز دعمها للتضامن الدولي وتواصل دعمها للقضايا الثورية لمن يعانون تحت نير القهر الاستعماري"، في إشارة إلى الصحراء المغربية ومواطنيها. وفي مقارنة لا تمت للواقع بصلة، قارنت الوزيرة الجنوب إفريقية القضية الفلسطينية بنا سمته "القضية الصحراوية"، معتبرة الصحراء آخر مستعمرة في إفريقيا و"لا تزال غير حرة" حسب قولها. وأشارت في ذات الصدد إلى أنه و"بالمثل"، فإن شعب فلسطين الذي يواصل النضال من أجل حقوق الإنسان والكرامة وتقرير المصير في أرضه، يحتاج إلى الدعم، مضيفة أن الوضع أصبح على الأرض بالنسبة للفلسطينيين العاديين لا يطاق من حيث الانتهاكات الجسيمة لحقوقهم الإنسانية وكرامتهم. وكررت المسؤولة ذاتها، كلمات نظرائها في البوليساريو في "شكاويهم" للاتحاد الأوروبي ضد المغرب، قائلة إن "موارد الصحراء تتعرض للنهب ويبقى المجتمع الدولي صامتًا في وجه هذا الظلم الذي طال أمده". وزادت باندور من حدة لهجتها، معتبرة أن الوقت قد حان، حسب تعبيرها، "لممارسة أقصى قدر من الضغط الدبلوماسي لضمان إجراء الاستفتاء الموعود بشأن تقرير مصير الصحراء الغربية بشكل نهائي". وجاءت تصريحات وزيرة بريتوريا، بعد انقضاء مؤتمر التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مراكش 2022، والتي غاب ممثلا الجزائروجنوب إفريقيا عن حضوره، والذي شهد دعما غير مسبوق من دول أوروبية وإقليمية لمبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء المغربية. وتعاني العلاقات المغربية الجنوب إفريقية، منذ سنوات، من جفاء كبير بسبب رغبة مسؤولي بريتوريا الدائمة في دعم ما يسمى خيار "الاستفتاء" في الصحراء المغربية والتي تشير كل الوقائع والأحداث أنه أصبح ضربا من الماضي. وسبق لوزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة أن قال في تصريحات صحفية، إن تأزم العلاقات بين الرباطوبريتوريا يؤدي إلى حرمان القارة الإفريقية من فرص نماء كبير لدول القارة. وأشار إلى أن المغرب مقتنع بأن العمل المشترك، على نحو سليم ومتوازن، سيعزز مكانة إفريقيا على الساحة الدولية، مبرزا أن "المملكة دعت إلى مزيد من التضامن والتعاون والتنسيق الفعال في إفريقيا، وذلك قصد تمكين قارتنا من أن تكون أكثر صمودا واستعدادا للتقلبات وحالات الطوارئ". تقرؤون أيضا: الملك يستقبل سفير جنوب إفريقيا..رسالة جديدة لبريتوريا بضرورة الوحدة الإفريقية