تباين موقفا رئيسي حكومتي سبتة ومليلية السليبتين، بشأن قرار الحكومة الإسبانية تعديل موقفها حول مبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، حيث ذهب رئيس حكومة سبتة إلى الترحيب بالقرار في حين "شكك" رئيس حكومة مليلية المحلية بما اعتبره "وفاء المغرب بالتزاماتها مع إسبانيا". واعتبر خوان خيسوس فيفاس رئيس الحكومة المحلية في سبتة، أن قرار بيدرو سانشيز بشأن الصحراء يصب في مصلحة أمن وسلامة مدينته وأهلها، مضيفا أن الاتفاق سيساهم في الهدوء والازدهار الاقتصادي. وفي لقاء مع تلفزيون إسبانيا الرسمي، قال فيفاس إن القضايا المهمة بالنسبة لسبتة كتحسين آليات التحكم في الهجرة غير النظامية وفتح المعبر "الحدودي" والتنمية السياحية، أمور قد تحل في ظل مناخ من التفاهم والتعاون المخلص والفعال بين مدريدوالرباط. وقلل خوان فيفاس من التناقض الظاهر بين موقفه وموقف رئاسة الحزب الشعبي المنتمي إليه، بشأن قرار الحكومة الإسبانية الأخير، قائلا إن الحزب "صادق" في دفاعه على سيادة مدينة سبتة ووحدة أراضيها، مشيرا إلى أن اهتمامه الأساس ينصب حول ازدهار سبتة. من جانبه، عبر رئيس الحكومة المحلية بمليلية إدواردو دي كاسترو عن ما اعتبره "تفاؤلا حذرا" بشأن الفترة المقبل وتداعيات الاتفاق المغربي الإسباني، مرجعا ذلك إلى ما سماه "ضرورة رؤية صداقة ودية من السلطات المغربية وشريكا موثوقا به". وقال العضو السابق في حزب "المواطنين" المعارض في حوار مع صحيفة "الكونفيدونسيال"، إن المغرب خلال السنوات الأخيرة استعمل ما سماه "الاستفزاز الاقتصادي" ضد مليلية وسبتة منذ 2018، في إشارة إلى منع المغرب "التهريب المعيشي" والذي كان عصب اقتصاد المدينتين السليبتين. واعتبر رئيس حكومة مليلية أن المغرب "لم يظهر إلى الآن بأنه شريك موثوق"، مضيفا بأنه يتوجب "إعطائه فرصة للتصحيح" حسب تعبيره، قائلا إن لا حكومة مليلية الحالية والمستقبلية وكذا الأمر بالنسبة للحكومة المركزية، ستنقض الاتفاق مع المغرب، مشككا في قدرة الرباط على انتهاج نفس السياسية. وذكر دي كاسترو، في ذات السياق، أن المغرب لطالما "استخدم الهجرة غير النظامية كعنصر ضغط على إسبانيا" في إجابة على سؤال حول دور السلطات المغربية في محاولات دخول المئات من المهاجرين غير النظاميين لمدينة مليلية بداية الشهر الجاري.