كشفت منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة أن "ما بين 8 ملايين و13 مليون شخص سيعانون من الجوع في العالم بسبب عواقب الحرب في أوكرانيا، لاسيما في آسيا والمحيط الهادئ وشمال إفريقيا". وأوردت المنظمة الدولية في توقعاتها الحديثة، التي قيمت التأثير المحتمل للغزو الروسي لأوكرانيا على الجوع في العالم، أن أوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري القمح والذرة والشعير وبذور اللفت وعباد الشمس في العالم، وتشكلان معًا أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية. وتعتمد 26 دولة، معظمها في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، بأكثر من 50٪ على هذين البلدين في واردات القمح. هذا هو الحال، على سبيل المثال، في لبنان، الذي يستورد 80٪ من قمحه من أوكرانيا، ولديه فقط بضعة أسابيع من الاحتياطيات من هذه الحبوب. وأوردت منظمة "الفاو" أن السكان، الذين أضعفهم منذ أشهر التقشف، بسبب التضخم القياسي، سيتحملون العواقب المباشرة، كما ستدفع الحكومات إلى رفع أسعار الخبز، واعتبرت أن الغزو الروسي جاء في وقت كانت أوكرانيا في بداية موسمها الزراعي؛ فيما أدى تقدم القوات الروسية وعمليات القصف إلى إغلاق الموانئ الأوكرانية بالكامل، بينما يسود عدم اليقين بشأن مخزون الحصاد في غضون بضعة أشهر. أما بالنسبة لصادرات الحبوب الروسية فهي تستند إلى بنى تحتية غير معطلة نظريًا، لكن من المحتمل أن تتأثر بشدة بالعقوبات الدولية، كما تتوقع منظمة "الفاو"، بناءً على مدة النزاع. وتتوقع وكالة الأممالمتحدة ارتفاع مؤشر أسعار المواد الغذائية، الذي يجمع الأسعار في الأسواق الدولية للعديد من المواد الغذائية الأساسية (الحبوب والسكر واللحوم ومنتجات الألبان، وما إلى ذلك) من 8٪ إلى 20 ٪ أعلى من مستواها الحالي في الستراتوسفير بالفعل. وفي نهاية العام، كان هذا المؤشر أخذ 30٪ مقارنة بالعام السابق؛ ويرجع ذلك بشكل خاص إلى ارتفاع أسعار الطاقة وعواقب جائحة Covid-19. ويأتي هذا المزيج غير المسبوق من عوامل الخطر في وقت يؤثر الجوع في العالم على ما يقرب من واحد من كل عشرة أشخاص، ويعاني ثلث السكان من انعدام الأمن الغذائي، دون الحصول بانتظام على الغذاء الكافي.