كشفت صحيفة "لا راثون" الإسبانية، أن الرباطومدريد توصلا لاتفاق رسمي يجلب بمقتضاه المغرب الغاز من جنوبي إسبانيا وتوزيعه عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي. وذكرت الصحيفة الإسبانية، بناء على مصادر وصفتها بالرسمية، بأن المغرب سيتمكن من استخدام الخط في الاتجاه المعاكس، إذ ستبدأ محطتا إنتاج الكهرباء المتوقفتان في طنجة ووجدة بالعمل مجددا لاستقبال الغاز القادم من إسبانيا. وبحسب المصدر الصحفي ذاته، فإن المغرب طلب دعما لضمان أمن طاقته على أساس العلاقات التجارية، لتستجيب إسبانيا بشكل إيجابي لطلبها "كما ينبغي أن تفعل مع أي شريك أو جار آخر"، وفق تعبير مصادر الصحيفة الإسبانية. وفي وقت حاولت فيه الجزائر العاصمة تعطيل الاتفاق، حسب تقارير محلية وإسبانية، فإن "لا راثون" أكدت، حسب مصادرها، أن المغرب سيكون قادر الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتفريغه في مصنع إعادة تحويل الغاز جنوبي إسبانيا قبل جلبه للمغرب عبر خط الأنابيب. وسيسمح وصول الغاز إلى محطتي توليد الطاقة في منطقة تهدارت جنوبي طنجة، وعين مطهر بوجدة بعملهما من جديد، بعد توقفهما منذ عدم تجديد الجزائر عقد توريد غازها إلى أوروبا عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي نهاية أكتوبر 2021، حيث تغطي المحطتان 10 في المائة من إنتاج الكهرباء في المملكة المغربية. وجاء "الاتفاق المغربي الإسباني"، بعد أيام من تحذير السلطات الجزائريية نظيرتها الإسبانية، وفق صحيفة "الاسبانيول"، من تصدير الغاز الجزائري للمغرب عبر المحطات الإسبانية. ولمح رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في وقت سابق، بأن الغاز المار عبر خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، سيكون فقط غازا تشتريه الرباط من الأسواق الدولية. واعتبرت "لا راثون" في السياق ذاته، أن "الاتفاق" الاقتصادي لا يمكن إلا ربطه بالجانب السياسي بين البلدين، مشيرة إلى أنه يمكن التأسيس عليه لإعادة العلاقات الطبيعية الدبلوماسية بين المملكتين في أفق عودة السفير المغربي إلى مدريد، حسب قولها.