"كنا في لحظة حزن جراء الآثار النفسية. لقد عشنا أقسى تجارب الحياة ألما، حيث أدخلنا نبش قبر والدنا في تجربة حزن وأسى، ما أظن أننا سنجتازها بسهولة"، بهاته العبارة خاطبتنا إحدى بنات الرجل الذي حامت حوله زوبعة، بعدما راجت إشاعة سماع أصوات من قبره، لتنخرط في سرد المعاناة التي عايشها الأبناء مع أبوهم جراء معاناته من عدة أمراض، فقد أكدت البنت أن أباهم أصيب بالمرض الخبيث على مستوى الدماغ، وأنهم كانوا يعتقدون في البداية أنه مصاب بالخرف. حيث خضع للتشخيص لدى العديد من الأطباء المتخصصين أملا في علاجه، لكن المرض كان قد استفحل. وتسترسل ابنة الرجل الذي خلق جدلا في مقبرة الرضوان بالقنيطرة:" أقطن رفقة أبنائي مع أبي، في هذا المنزل التابع للأملاك المخزنية، ووالدي كان يشغل مهنة ممرض عسكري وقد حصل على المغادرة الطوعية منذ سنين، وكانت أجرته زهيدة، أما والدتي فتعاني من مجموعة من الأمراض أيضا". وسرعان ما تتدخل ابنة أخرى للمرحوم قائلة: " أحس أن أبي مات مرتين، لقد عبثوا بجروحنا التي لم تندمل بعد". أحد الجيران أكد ل"فبراير" أنه حضر لحظة احتضار والده وحرص على أن يلقنه الشهادة إلى أن وافته المنية، وتم عرض جثته على الطبيب الذي أكد وفاته بشهادة طبية، بعدها أشرف فقيه الحي على تغسيله وتكفينه، لتتم الصلاة عليه بعد صلاة العصر ومن ثم دفنه، حدث هذا منذ ما يناهز الأسبوع. جار آخر أكد أنهم صدموا، لما تناهى إلى علمهم أن الميت ضحية الشائعات التي تسببت في فوضى بمقبرة الرضوان، ليس سوى جارهم الذي دفنوه منذ أسبوع. ليضيف:" كيف يعقل أن رجلا سبعينيا، يعاني من مختلف الأمراض سيتمكن من العيش تحت أطنان من التراب والحجارة، بعد أسبوع من دفنه؟ ". "فبراير" انتقلت للمقبرة، والتقت مع مجموعة من حفاري القبور، فأكد لنا أحدهم، كما تتابعون في الفيديو، أن مصدر الأصوات يمكن أن يكون واد جوفي تحت الأرض التي شيدت عليها المقبرة، أو القطارات التي تمر بالمقاطع السككية المحادية للمقبرة، أو جراء الإزداحام الذي تعرفه المقبرة يوم الجمعة بسبب الزيارات، مؤكدا أن ما أقدمت عليه الحشود يوم الجمعة من فوضى، يؤكد أن الجهل متأصل في عقول البعض، وبحيث ثمة من لديهم استعداد لتصديق أي إشاعة ذات مصدر خرافي. حفار القبور الذي حفر قبر الدفين، أكد أنه أنزل الجثة لحفرة القبر بين ذراعيه ولم يستشعر أي صدى للحياة في الجثة، مضيفا أن القبور المجاورة لقبر السبعيني تعرضت للرفس من طرف الحشود التي دخلت في حالة هستيريا، استعصى حتى على قوات الأمن ضبطها ! "فبراير" انتقلت أيضا للمحكمة الابتدائية حيث جرى صبيحة يومه الأحد تقديم ثلاثة متهمين أمام نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، من أجل التصريحات التي أدلوا بها لوسائل الإعلام، أما أفراد أسرة السبعيني فمتشبثة بمتابعة الأشخاص الذين أطلقوا شائعات تتهم الأبناء بقتل أبوهم. حيث أكدت ابنته قائلة: " أبي لم يترك لنا سوى دين بقيمة 500 درهم عند مول الحانوت، ولن نتنازل كأسرة عن حقنا في رد الاعتبار له، بعدما اتهمونا برفض نبش قبره من أجل الإرث".