في تطور نوعي بالعلاقات المغربية الألمانية، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية، بيانا اليوم الإثنين، ذكرت فيه أن اقتراح الحكم الذاتي هو "مساهمة مهمة من المغرب لحل الخلاف حول الصحراء". وعكس تصريحات الحكومة الألمانية السابقة المشوبة بالضبابية حول موقفها من الصحراء المغربية، أشار نفس البيان إلى أن موقف الحكومة الفيدرالية الألمانية بشأن الصحراء "لم يتغير منذ عقود". وأضافت الخارجية الألمانية أن "ألمانيا تدعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في البحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2602" ٪. وتابع بيان الخارجية الألمانية قائلا "إن المملكة المغربية تعتبر جسرا هاما بين الشمال والجنوب على الصعيدين السياسي والثقافي والاقتصادي – فهي شريك رئيسي للاتحاد الأوروبي وألمانيا في شمال إفريقيا". وزاد "حافظت ألمانيا والمغرب على علاقات دبلوماسية منذ عام 1956، الأخير أطلق إصلاحات شاملة على مدى العقد الماضي". وأردفت برلين في بيانها بأن الدولة المغربية تلعب دورًا مهمًا في الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، مؤكدة أن دورها واضح بشكل خاص في انخراطها الدبلوماسي في عملية السلام الليبية. ونبه ذات البيان إلى هناك علاقات اقتصادية وتجارية مهمة بين المغرب وألمانيا، إذ تحتل ألمانيا المركز السابع في الميزان التجاري للمغرب لعام 2019. وتحدث البيان عن أنه في عام 2019، استوردت ألمانيا سلعا من المغرب بقيمة 1.4 مليار يورو، في حين تم تصدير سلع بقيمة 2.2 مليار يورو، مشيرة إلى أن مدينتي الدارالبيضاءوطنجة تستضيفان 300 شركة برأس مال ألماني في المغرب. وحول السياحة الألمانية في المغرب، قال البيان إنه وجهة سفر شهيرة، حيث وصل حوالي 6٪ من السياح الأجانب إلى المغرب من ألمانيا في عام 2019. وأورد بيان الحكومة الفيدرالية الألمانية أنها تدعم المغرب في رحلة التحديث الخاصة به وهي واحدة من المانحين الثنائيين الرئيسيين مع التزام إجمالي يقارب 1 إلى 2 مليار يورو في عام 2020. يركز التعاون الإنمائي الألماني المغربي على مجالات التنمية الاقتصادية المستدامة والتوظيف والطاقات المتجددة وإدارة المياه، يضيف البيان. وأشار بهذا الصدد أن المغرب جزء من مبادرة مجموعة العشرين "الميثاق مع إفريقيا" لتحسين الظروف الإطارية للاستثمار الخاص. وفي نفس السياق، ذكّر البيان بأن البلدان اتفقا في نهاية نونبر 2019 على شراكة إصلاحية ألمانية مغربية؛ وفي عام 2020، دعمت ألمانيا المغرب ببرنامج مساعدات طارئة واسع النطاق للتعامل مع أزمة فيروس كورونا. وحول التعاون الثقافي بين البلدين، تحدث البيان عن أنه "بالإضافة إلى GTZ و KfW، فإن لمؤسسة فريدريش إيبرت، ومؤسسة كونراد أديناور، ومؤسسة فريدريش ناومان، ومؤسسة هانز سيدل ومؤسسة هاينريش بول مكاتب في المغرب، يتم تشجيع اللغة الألمانية والتعاون العلمي. وعطفا على ما سبق، يقول البيان أن معهد" جوته" له فروع في الدارالبيضاءوالرباط بالإضافة إلى ممثلين في طنجة ووجدة. بالإضافة إلى ذلك، "هناك مدارس شريكة وأكثر من 20 شراكة في قطاع الجامعات، إذ يقوم أساتذة من دائرة التبادل الجامعي الألمانية بالتدريس في الرباط ومكناس، كما تعمل الوزارة الاتحادية للشؤون الخارجية على تعزيز الحفاظ على الثقافة في المغرب"، يختم البيان.