لم يصدر لحد الساعة أي ردّ فعل رسمي من طرف ألمانيا، باستثناء استدعاء سفيرة المغرب ببرلين للحديث عن قرار المغرب "تعليق كل علاقة اتصال أو تعاون" مع السفارة الألمانية في المملكة، فيما لا يزال الطرف المغربي لم يصدر أي قرار رسمي. وللوقوف على بعض الأسباب والحيثيات التي كانت وراء رسالة الخارجية المغربية، سنستعرض المضامين الرئيسية لحوار أجراه موقع دوتش فيليه الألماني مع مقرر شؤون إفريقيا في كتلة الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) في البرلمان الألماني الاتحادي (بوندستاغ)، أورليش ليشته. وقال أورليش ليشته، في رد على سؤال حول القضية، إن "الرسالة موجودة بالفعل وفيها توجيه لرئيس الوزراء وللحكومة وكل الجهات الرسمية بتعليق العمل مع السفارة الألمانية والمؤسسات الألمانية كالوكالة الدولية للتعاون الدولي GIZ وكل المؤسسات المقربة من الأحزاب الألمانية العاملة في المغرب كمؤسسة كونراد أديناور ومؤسسة هاينريش بول ومؤسسة فريدريش ناومان ومؤسسة هانز-زايدل". وحول خلفيات القرار المغربي، عبر أورليش عن اعتقاده أن السبب "حسب الظروف الحالية" هو "موقف ألمانيا من قضية الصحراء"، مضيفا أن "هذا التصرف تجاه السفارة الألمانية، الذي هو بالمناسبة فريد من نوعه في السنوات الأخيرة، واضح أنه رسالة لألمانيا. ولكن كل ذلك مجرد تخمينات، لأنه لم يصل وزارة الخارجية الألمانية أي إعلان رسمي من الجانب المغربي، ومن هنا فأنا أخمن فقط". وأضاف المسؤول السياسي الألماني أن "الحكومة المغربية تريد إرسال إشارة إلى أوروبا أنها تشعر بالقوة في قضية الصحراء"، و"هذا هو ما يظنه كل خبراء الشأن المغربي في هذا الوقت، لأنه لا توجد مسائل أخرى في الوقت الحالي (تعكر صفو العلاقات)." وأشار المتحدث إلى ما يجري في الأممالمتحدة بخصوص الصحراء المغربية، حيث قال " أنا رئيس لجنة الأممالمتحدة البرلمانية الفرعية في البرلمان الألماني. وألمانيا دعت بعد اعتراف ترامب بمغربية الصحراء إلى جلسة لمجلس الأمن بخصوص الصحراء" وهذا أغضب بالطبع المغرب. وقال المتحدث إن المغرب يريد أن يعترف الاتحاد الأوروبي وألمانيا كواحدة من أقوى الدول بمغربية الصحراء، و"لكننا نراهن، كما كنا في السابق، على العملية الأممية رغم الصعوبات التي تواجهها والتي لم تحرز أي تقدم منذ عقود. وموقف ألمانيا له خصوصية؛ إذ أن المفوض الأممي الأخير بقضية الصحراء هو الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر، الذي استقال لأسباب صحية." وبخصوص مدى تأثير هذا التطور على العلاقات المغربية-الألمانية، قال أورليش ليشته إن "هذا وضع فريد من نوعه... لم يحدث مثل هذا التصرف من قبل.. تقوم دولة ببساطة ومن طرف واحد بتعليق العلاقات للسفارة والمنظمات الأخرى الحكومية أو نصف الحكومية المقربة من الأحزاب". وأضاف "ننتظر كلنا مواقف، ربما تأتي من السفيرة المغربية في ألمانيا لتوضيح الأمر للجهات الألمانية. ربما قد يكون أحد أسباب عدم تناول الرسالة بشكل كبير في وسائل الإعلام هو ببساطة الانتظار حتى تتضح الصورة. ولكن من المؤكد أن الرسالة موجودة وهناك ضجة في المغرب... ونخمن أن موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي من قضية الصحراء هو الدافع لذلك القرار."