وصل نفتالي بينيت إلى الإمارات العربية المتحدة، مساء الأحد، بحسب ما أعلن مكتبه، في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العام الماضي. وقالت متحدثة بإسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إن بينيت "وصل إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي" مساء الأحد. وكان في استقبال بينيت وزير خارجية الامارات عبدالله بن زايد بحسب صور وشريط مصور نشرها عوفير جندلمان أحد المتحدثين بإسم بينيت عبر تويتر. وقال رئيس الوزراء للوزير الإماراتي بحسب ما نقل المتحدث "أثمن استضافتكم الحارة وأتأثر كثيرا بحضوري هنا. نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين". وفي وقت سابق، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذه الزيارة "تاريخية" و"الاولى من نوعها". وقال بينيت قبل استقلاله الطائرة في مطار بن غوريون قرب تل أبيب إن "الزيارة تهدف إلى تعميق التعاون بين البلدين في كافة المجالات". واكد أن "العلاقات ممتازة وشاملة وعلينا مواصلة رعايتها وتعزيزها وبناء سلام دافىء بين الشعبين". ووقعت إسرائيل في 15 شتنبر 2020 في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحضوره، اتفاق إقامة علاقات مع الإمارات، في خطوة ندد بها الفلسطينيون ووصفوها ب"طعنة في الظهر". والإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع الدولة العبرية بعد الاردن (1994) ومصر (1979)، وتلتها في ذلك البحرين ثم السودان وأخيرا المغرب. وتوصلت إسرائيل إلى هذه الاتفاقات في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد زار الإمارات اواخر يونيو الماضي، وقام بتدشين أول سفارة للدولة العبرية في الخليج. ويعتبر الموقف المتقارب من إيران بين إسرائيل وبعض دول الخليج من الأسباب المساهمة في إقامة العلاقات. وتأتي الزيارة بينما استأنفت طهران والقوى الكبرى محادثات تهدف إلى إحياء الاتفاق المبرم بين إيران وست قوى كبرى (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة. وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. وكانت الولاياتالمتحدة انسحبت بقرار أحادي في عهد ترامب من الاتفاق في 2018، ومن المقرر أن تشارك بشكل غير مباشر في المحادثات. وطلبت إسرائيل في وقت سابق هذا الشهر من الولاياتالمتحدة "وقفا فوريا " للمحادثات الجارية في فيينا. وأكد بينيت أن إيران تمارس "ابتزازا نوويا باعتباره احد تكتيكات اجراء المفاوضات، وإن الرد المناسب يكون بوقف المفاوضات فورا واتخاذ خطوات صارمة من قبل الدول العظمى". وكان مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان زار إيران في وقت سابق هذا الشهر، في أول زيارة من نوعها منذ 2016. وتتطلع الإمارات وإسرائيل إلى جني ثمار التطبيع وتحقيق أرباح سريعة بعد التداعيات الاقتصادية السلبية محليا لأزمة تفشي وباء كوفيد-19، وقد وقعت الدولتان اتفاقات في مجال الإعفاء من التأشيرات والسياحة والمال وغيرها. وزار نحو 200 ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، بحسب القنصل العام لإسرائيل في دبي. وندد الفلسطينيون باتفاقات التطبيع التي يرون أنها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية. وتشارك إسرائيل أيضا في معرض "اكسبو 2020" الذي يعقد في دبي حاليا.