أقامت سفارتا المغرب وإسرائيل بالولايات المتحدة الأميركية احتفالا بمناسبة الذكرى الأولى لإقامة علاقة دبلوماسية كاملة بين الطرفين من خلال لقاء حضره مسؤولون في الخارجية الأميركية، وأعضاء من الكونغرس، وممثلون عن المنظمات اليهودية. ونُظم الحفل بفندق "ووترغيت" الشهير في العاصمة الأمريكيةواشنطن، بحضور السفيرة المغربية الأميرة لالة جمالة العلوي إضافة إلى السفير الإسرائيلي في أميركا مايكل هيرزوغ، وياعيل لمبرت، القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وقالت سفيرة المغرب بواشنطن إنه تحت إشراف الملك محمد السادس تم اتخاذ خطوة جريئة قبل عام لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفتح فصل جديد في العلاقات المغربية الإسرائيلية. وأضافت الأميرة لالة جمالة، خلال كلمتها ضمن الحفل، أن التطبيع بين البلدين هو تطور طبيعي لعلاقة غنية ومتعددة الأوجه وطويلة الأمد تتميز بالارتباط العميق للمملكة بمجمعتها اليهودي المغربي. وأردفت السفيرة أن الأشهر الماضية شهدت مد جسور ومسارات جديدة تربط الحكومتين والقطاع الخاص وشعبي المغرب وإسرائيل، مما جعل البلدين أقرب لبعضهما من أي وقت مضى. وتحدثت الأميرة لالة جمالة قائلة إن "بذور السلام التي زرعت خلال العام الماضي بدأت تؤتي ثمارها، وهو ما أثر بشكل إيجابي على حياة شعوب المنطقة، ومن الصعب ألا نكون متفائلين بشأن المستقبل عند النظر إلى الحماس والزخم الكبير الذي ولدته الاتفاقية الثلاثية واتفاقيات أبراهام منذ سنة 2020". بدوره اعتبر السفير الإسرائيلي مايك هيرزوغ في كلمته خلال ذات الحفل أنه بالنسبة لإسرائيل وله شخصياً، فإن هذه ليست مجرد اتفاقية أخرى في سلسلة الاتفاقيات الإسرائيلية العربية، بل فصل جديد في علاقات خاصة أعمق بكثير من المصالح الجيو-سياسية. وقال، "نحن شركاء طبيعيون في منطقة شديدة الاضطراب، عندما ننظر إلى الصورة الإقليمية الكبيرة نرى صراعا بين معسكرين متعارضين، هناك معسكر يسعى إلى التقدم والتنوير والاستقرار، وهناك معسكر راديكالي متميز بأيديولوجيات متطرفة ترغب في جر منطقتنا إلى الماضي المظلم بناء على الكراهية والعنف، والمغرب وإسرائيل يوجدان في المعسكر الأول"، على حد تعبيره. وأضاف هيرزوغ ، أن البلدين يمكنهما تعزيز رؤيتهما المشتركة لمنطقة آمنة ومزدهرة ومستقرة من خلال علاقات قوية بين اليهود والمسلمين لتقديم مساهمة كبيرة في هذا الصدد. واعتبر رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية في واشنطن المغرب لاعبا مهما للغاية في الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكدا أنه "صوت العقل والاعتدال والمصالحة، وهو طرف فاعل يمكنه بناء جسور عبر المنطقة، ونحن في إسرائيل نعتزم بذل الكثير من الجهود لتعميق وتوسيع التطبيع الإسرائيلي العربي والإسرائيلي الإسلامي".