علم "فبراير.كوم" أن السفير الروسي بالرباط، فاليريان شوفايف، قد غادر المغرب بشكل مفاجئ قبل أيام متجها إلى روسيا، فيما رجح البعض وقوع أزمة سياسية صامتة بين البلدين، لاسيما وأن السفارة الروسية بالمغرب قد أعلنت سابقا عن توقيف الرحلات بين المغرب وروسيا دون أي توضيح. وحول موضوع العلاقات المغربية الروسية، قال المحلل السياسي، حسن بلوان، في تصريح ل"فبراير.كوم"، إن المغرب عمل جاهدا منذ سنوات لتحسين علاقاته مع روسيا الاتحادية في إطار سياسة دبلوماسية جديدة، تقوم على تنويع شركائه الدوليين والانفتاح على القوى المؤثرة في الشرق والغرب. وأضاف بلوان أنه بعد الزيارة الملكية التاريخية لروسيا دخلت العلاقات الاقتصادية المغربية الروسية مرحلة جديدة تطورت إلى بعض صفقات بيع الاسلحة، لكن دون أن تكون هناك اختراقات مهمة على الصعيد الدبلوماسي، خاصة فيما يتعلق بالموقف الروسي من قضية الصحراء، الذي كان يميل دائما إلى الطرح الجزائري وأن تدثر بدعم المسار الأممي. وأشار المحلل السياسي إلى أن العلاقات المغربية الروسية، دخلت مرحلة البرود والركود خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، الذي عارضته روسيا بشكل علني ومباشر مما ترجو العلاقات بين البلدين التي عرفت تباعد وجهات النظر في مجموعة من الملفات خاصة في ليبيا ومنطقة الساحل والتنافس حول افريقيا. وتابع حسن بلوان أنه بالنظر إلى الهجمات المنسقة التي تقودها وسائل الإعلام الروسية على المغرب وعلى وحدته الترابية يتضح أن العلاقات بين البلدين تسير نحو القطيعة الصامتة، تأكدت بعد تعليق الرحلات الجوية بين البلدين دون تفسيرات مقنعة، وتعززت أكثر هذه القطيعة مع مغادرة السفير الروسي فجأة للرباط مما ينذر بأزمة عميقة بين البلدين. وأكد المحلل السياسي، في تصريحه ل »فبراير»، أنه رغم المجهودات التي قام بها المغرب من أجل تحسين العلاقات مع روسيا في إطار التعاون الثنائي المثمر والمصالح المشتركة، إلا أن الدبلوماسية الروسية لا تريد التخلي عن دعمها المطلق لأطروحة الانفصال الجزائرية. ويضيف بلوان أن معارضة روسيا للاختراقات والنجاحات التي حققها المغرب في قضية الصحراء وعرقلة تحركات حلفائه في مجلس الأمن، أثارت حفيظة المغرب الذي أصبح يتحرك بمنطق قدسية الوحدة الترابية ومواجهة أي دولة تعاكس سيادة المغرب كما وقع مع ألمانيا وإسبانيا. وأردف حسن بلوان في حديثه مع « فبراير.كوم » أن سعي الجزائر الدائم إلى تحييد المغرب عن علاقاته المثمرة مع الدول والقوى المؤثرة في العالم، خاصة وأن العلاقات الجزائرية الروسية تقليدية وقديمة ومرتبطة باستثنارات ضخمة وصفقات أسلحة كبيرة، فبالتالي توتر العلاقات المغربية الروسية فجأة ومن دون تفسيرات منطقية، ترتبط بالعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب، ولاشك أن روسيا منخرطة بشكل مباشر بالتهديدات والاستفزازات التي تقوم بها الجزائر ضد المملكة بشكل مستمر، وفقا لحد تعبيره.