وقعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومجموعة إسرائيل للكيماويات المحدودة، أمس الثلاثاء، بمدينة بن جرير، برتوكول اتفاق للنهوض بالبحث التطبيقي، عبر تمويل برامج تتمحور حول الاستدامة، تنفذ بشكل مشترك من طرف جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وجامعة بن غوريون بالنقب، موجهة للطلبة والأساتذة ولمتعاوني الجامعتين. وتتمحور هذه الشراكة، التي تسمح بوضع إطار مؤسساتي لانخراط الجامعتين لفائدة الاستدامة، حول ميادين متعددة التخصصات تركز حول تحديات العالم المعاصر، ممثلة في الأمن الغذائي، وبيئة المطعمة، والفلاحة الذكية والمستدامة، والماء، والتغير المناخي، والاستشعار عن بعد، والطاقات المتجددة، وريادة الأعمال، ورأسمال المخاطر، والصناعة الفندقية وغيرها. وسيمكن هذا التعاون الخبراء والباحثين العلميين بالمؤسستين، على الخصوص، من عقد، سويا، سلسلة من اللقاءات العلمية (ندوات، مؤتمرات، ورشات، حلقات دراسية..) تتمحور حول هذه المواضيع. ومن أجل تفعيل هذه البرامج الطموحة، ستقدم مجموعتا المكتب الشريف للفوسفاط، و إسرائيل للكيماويات، دعمهما المالي بغلاف إجمالي يبلغ 600 ألف دولار، حيث سيمنح المكتب الشريف للفوسفاط لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تمويلا قدره 300 ألف دولار، بينما ستمنح إسرائيل للكيماويات المبلغ ذاته لجامعة بن غوريون لتنفيذ هذه الشراكة على أكمل وجه. وأكد الرئيس، المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، السيد مصطفى التراب، "نحن مقتنعون بأن أحد أفضل الطرق لدعم الاستدامة، هي الانتقال من البحث إلى التأثير، والتعاون حول برامج علمية من مستوى عالمي داخل مؤسسات، مثل جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وجامعة بن غوريون". وقال السيد التراب، في هذا الاتجاه، إن "الاستثمار في البحث العلمي مع شركاء استراتيجيين مثل مجموعة إسرائيل للكيماويات المحدودة أساسي من أجل ضمان حلول ملموسة، ترتكز على العلم، وتساهم في تغذية العالم، بشكل مستدام". من جهته، كشف السيد رافيف زورلر، الرئيس والرئيس المدير العام لمجموعة إسرائيل للكيماويات المحدودة، أن "التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات الخارجية لإسرائيل فتحت إمكانيات بالنسبة لنا، لبناء علاقات جديدة، وخلق أواصر تعاون جديدة"، مشيرا إلى أن المجموعة الإسرائيلية "مسرورة باتخاذ هذه الخطوة التاريخية مع المكتب الشريف للفوسفاط، للسير قدما بالبحث حول الاستدامة، ودعم جامعاتنا المحلية في جهودها لإحداث الفارق داخل مجتمعاتها وخارجها". وقال إن "توحيد جهودنا – لتقاسم عقود من الخبرة والمعارف- ضروري من أجل تطوير حلول مبتكرة للبحث والتطوير، قصد رفع تحديات الاستدامة على صعيد العالم". من جهة أخرى، أشار السيد دانيال شاموفيتز، رئيس جامعة بن غوريون بالنقب، إلى أن "لدى جامعة بن غوريون وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية الكثير من النقاط المشتركة، من وجودهما في منطقة تتميز ببيئتها القاحلة، وتركيزهما على البحث التطبيقي ومناهج التدريس المجددة، مما يجعل الجامعتين في وضع جيد للتعاون في مشاريع لتطوير الاستدامة، وحول التغير المناخي". وأبرز، في هذا الاتجاه، انخراط الجامعتين ل"العمل في بيئة 'خضراء' وسط منطقة صحراوية، وكلاهما تتطلعان إلى الخارج عبر السعي إلى مساعدة منطقتينا، وبلدينا والعالم". وقال "نحن ممتنون لمجموعة إسرائيل للكيماويات وللمكتب الشريف للفوسفاط على انضمامهما لرؤيتنا في محاربة أكبر أزمة عالمية، بتخصيصهما منحا دراسية للطلبة الباحثين الذين سينجزون بحوثا أساسية بالنسبة لعالمنا". من جانبه، عبر السيد هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، عن "ثقته في أن التعاون مع جامعة بن غوريون، وهي واحدة من كبريات جامعات البحث في إسرائيل، وواحدة من الجامعات الرائدة على الصعيد العالمي في مجال التنمية المستدامة وفي مجالات أخرى تعنى بها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، سيقدم إسهامات كبيرة وملموسة لبرنامجنا في مجال البحث". وأوضح أن "هناك العديد من أوجه التآزر بين مؤسستينا ورؤية مشتركة تضع الابتكار، والبحث التطبيقي، ونقل التكنولوجيا لفائدة تطوير المهارات والتقدم العلمي والتكنولوجي في عالم الغد، باعتبارهما مفتاحي مستقبل كوكب الأرض".