اتهمت الجزائر، أمس الأربعاء، الرباط بالتورط في الحرائق الضخمة التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، محمد شقير، في تصريح ل"فبراير"، إن المبادرة التي أعلن عنها الملك في خطاب عيد العرش الأخير قد أحرجت النظام الجزائري سياسيا، وأظهرت أن الجزائر غير مستعدة للتجاوب مع أي مبادرة من طرف المغرب. وأضاف محمد شقير أن الجزائر حاولت استغلال الحرائق التي اندلعت في منطقة تيزي وزو، لكي تتهم أطرافا في منطقة القبائل بإشعال هذه الحرائق، بمساعدة أو بتحريض من طرف المغرب، مشيرا أنه هذا ما جاء رسميا في بيان الرئاسة خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الجزائري محاولا بذلك تحريف الرأي العام بالجزائر عن تداعيات حادث اغتيال وإحراق أحد العناصر بالمنطقة، الذي اتهم بإشعال الحرائق والتي أودت بعدد من المواطنيين المدنيين والعسكريين. وتابع شقير، في تصريحه ل"فبراير": الجزائر اتهمت المغرب رسميا بالتورط في اندلاع الحرائق لتساعد الرأي العام الداخلي على المغرب، ولتبرر بذلك عدم التجاوب السياسي مع المبادرة الملكية، التي عبر عنها الملك محمد السادس تجاه الجارة الشقيقة. وفي السياق ذاته، قال بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية، إن "الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر تطلبت إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية"، وفق تعبيره. ووفقا للبيان، وجه المجلس الأعلى للأمن في الجزائر اتهامات إلى المغرب بتوفير الدعم لمنظمة "إرهابية"، تستهدف وحدة الجزائر، والوقوف وراء "أعمال عدائية"، وذلك بحضور الرئيس عبد المجيد تبون. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب قد عرض مساعدة الجزائر بواسطة طائرات لإطفاء الحرائق، دون أن تلقى الدعوة أي تجاوب. وذكر بلاغ لوزارة الخارجية، أن الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وأورد البلاغ، أنه بتعليمات من الملك، تمت تعبئة طائرتين من طراز كنادير، للمشاركة في هذه العملية، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية.