رفضت الرئاسة الجزائرية التعليق عن مبادرة الملك محمد السادس باستعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وفي اتصال هاتفي ل"الصحيفة" مع مكتب رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، تلقينا رفض التعليق على مبادرة الدعم المغربي الذي أكده الملك محمد السادس بتعبئة طائرتين من طراز "كنادير"، للمشاركة في عملية مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من المناطق في الجزائر. وبعد تردد كبير وانتظار لمدة أكبر على الخط الهاتفي واستشارة أخذت مدة طويلة، عادت مسؤولة مكتب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتخبرنا أن "لا تعليق لدى رئاسة الجمهورية الجزائرية على المبادرة المغربية". نفس الرد تلقاه موقع "الصحيفة" عند الاتصال بمكتب رئيس الحكومة الجزائرية أيمن بن عبد الرحمن، حيث تم رفض التعليق على المبادرة المغربية، أو إن كان هناك تجاوب معها بعد بلاغ وزارة الخارجية المغربية، أمس، الأربعاء، الذي أعطى الملك محمد السادس من خلاله تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وحسب نفس البلاغ الذي أصدرته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فقد أعطى الملك محمد السادس تعليماته بتعبئة طائرتين من طراز "كنادير"، للمشاركة في هذه العملية، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية، غير أن جميع المعطيات تؤكد أن الجزائر تعاملت مع المبادرة المغربية بكثير من "البرود". وأكدت رئاسة الجمهورية الجزائرية أنها "لا ترغب في التعليق عن أسئلتنا التي تخص المبادرة المغربية"، وهو نفس التعليق الذي تلقته "الصحيفة" من طرف "رئاسة الحكومة الجزائرية"، هذا في الوقت وصلت إلى مطار هواري بومدين، اليوم، الخميس، طائرتين مخصصتين لإطفاء الحرائق من نوع "كانداير" بعد عقد اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يقضي باستئجارهما، وهي نفس الطائرات التي اقترحها المغرب على الجزائر بشكل "مجاني" للمساعدة على مكافحة الحرائق التي همّت العديد من الولاياتالجزائرية خصوصا بمنطقة "القبائل". هذا، وارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في الجزائر لتبلغ 65 قتيلا على الصعيد الوطني، منهم 37 من المدنيين و28 عسكريا، بحسب ما ذكرته خلية الأزمة التي أحدثت في ولاية تيزي وزو. وأشارت ذات الحصيلة إلى تسجيل 12 جريحا في صفوف عسكريين أصيبوا بحروق بليغة، علما أن الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل 42 شخصا من بينهم 25 عسكريا.