نشرت جريدة الباييس، يوم الأحد 8 غشت، مقالا طبيا دقيقا ومفصلا يعالج الآثار الجانبية المجهولة بعد تلقي لقاح فيروس كورونا لدى النساء، ومن بينها اضطرابات الدورة الشهرية ومشاكل أخرى. يذكر أن 77 في المائة من المضاعفات المسجلة بعد اللقاح أبلغت عنها النساء وهذا أمر يحدث بدرجة أقل مع العديد من الأدوية الأخرى حيث لا توجد دراسات لتحديد الأسباب. فرجينيا ( 27 عامًا ) معلمة تلقت لقاح أسترازنيكا، ومنذ ذلك الحين، وهي تعاني من ألمً شديد وقت الحيض. أندريا ( 29 عامًا) نمت ثدييها وخاصة الثدي الأيسر، والآن لا تستطيع استعمال حمالات الصدر التي كانت تلبس من قبل. باتريسيا ( 33 عامًا ) نما ثديها الأيمن، والآن حجمها أصبح متفاوت مع ألم كثير أيضًا، أما سول (52 عاما) فلم تأتيها الدورة الشهرية منذ أن أخذت جرعتها الثانية من لقاح فايزر في 21 يونيو رغم أنها لم تتأخر قط في العشرين سنة الماضية إذ كانت تأتي باِنتظام كل 26 يومًا. ونقلت صحيفة الباييس أن أكثر من 20 امرأة ممن تم استجوابهن أكدن كيف تغيرت دوراتهن الشهرية أو ثديهن أو وجع ما قبل الحيض بعد حقن التلقيح. و لا توجد دراسات مثينة تؤكد أن اللقاحات هي سبب هذه الاضطرابات التي تم الإبلاغ عن الآلاف منها في جميع أنحاء العالم، إذ لا يزال سببها غير محدد. ما هو واضح هو أن الجنس الأنثوي يبلغ عن العديد من الأعراض أي ثلثي من حوالي 33000 من الآثار الضارة بعد التلقيح و هذا وفقًا لأحدث تقرير عن اليقظة الدوائة للوكالة الإسبانية للأدوية والمنتجات الصحية (AEMPS) بمعطيات حتى 20 يوليوز. هذه ليست جميع الآثار – فقط تلك التي تم الإبلاغ عنها – ولا تحدث لجميع النساء، وليس ضروري أن تكون بسبب اللقاحات. بل هي فقط مقتبس من قائمة الأعراض والتغييرات التي تحدث بعد التلقيح، والتي أبلغ عنها أولئك الذين عانوا منها (25٪) أو أطباؤهم(75٪). كانت الغالبية العظمى أعراض خفيفة – غالبيتها الألم في الذراع أو الصداع أو الحمى – وتم تسجيل 759 اضطرابًا في الدورة الشهرية فقط من إجمالي 20،162،833 جرعة تم إعطاؤها للنساء بين 18 و 64 عامًا. وسجلت ما مجموعه 6390 حالة خطيرة، ثم توفي 254 شخصًا بعد التطعيم. لكن الوكالة الإسبانية للأدوية تؤكد أنه في معظم الحالات الخطيرة والوفيات، لا يكون السبب هو التلقيح إذ يمكن تفسير الباقي من خلال الحالة السريرية السابقة للمريض و / أو العلاجات والأدوية الأخرى. فعندما يتم تطعيم جميع السكان في حملة تلقيح واسعة النطاق ، فمن المحتم أنه بعد الحقن ستكون هناك أمراض وحوادث ووفيات ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بها، توضح الوكالة. و قال متحدث باسم الوكالة أنه حتى الآن تم تأكيد تسع حالات وفاة بسبب الجلطات مع نقص في الصفيحات الدموية ناتجة عن لقاحات أسترازينيكا وجونسون. وحتى الآن لا يمكن تأكيد أن هذا مرتبط أكثر بالجنس الأنثوي على الرغم من أن غالبية الحالات في بعض البلدان هن نساء اللواتي تلقين أزيد من الحقن وقد يكون تفسير إذ لا يوجد عدد كافٍ إحصائيًا من الحالات لربطها بجنس أكثر من جنس آخر. في إسبانيا هذه الآثار الضارة أو الخطيرة موزعة بالتساوي بين الرجال والنساء بنسبة ستة حالات حرجة في كل مليون حقنة في كلتا الحالتين. تقول كارمي فالس، إختصاصية في الغدد الصماء وخبيرة في الطب الجنساني، أنه لدراسة علاقات التأثيرات الخفيفة أو الشديدة بين اللقاحات والجنس من المهم إشراك النساء في الدراسات والتجارب السريرية مع الاختلافات لديهن كالحمل والحيض وانقطاع الطمث حيث يجب فحص ما إذا كانت خصائصهن الهرمونية والبيولوجية تؤثر عليهن بشكل مختلف وأيضا النساء الشابات اللواتي يتناولن موانع الحمل. لا تقتصر الآثار الجانبية خاصة عند النساء على التطعيم ضد فيروس كورونا، بل هي عامة، وسبب ذلك غير معروف بدقة، كون الجنس هو أحد العوامل التي تؤثر على الاستجابة المناعية الفطرية والتكيفية، وقد إستنتجت الدراسات العلمية أن النساء يطورن استجابة مناعية أكبر للعدوى الفيروسية والتلقيح. ما شاهده الأطباء الباحثون حتى الآن بشكل متكرر هو زيادة النزيف في الحيض أو نزيف كل أسبوعين، كما أنه من الشائع نسبيًا التوقف عن الدورة الشهرية لفترة من الوقت ثم انتظامها مرة أخرى و يجب التحقق من صحة ما تقوله النساء لأنهن يعرفن أجسادهن أكثر من أي شخص. كل هذه البيانات تقدم فقط نظرة جزئية لما يحدث بالفعل، فالأعراض يتم التغلب عليها في الغالبية العظمى من الحالات دون تنبيه السلطات الصحية أو الأطباء و في مناسبات عديدة لا تتم حتى ملاحظتها. لكن عندما يتم ذلك هناك متخصصون في مجال الصحة يدلون بتصريحات دون أن يدعمهم أي بحث لأنه لا يوجد دليل علمي يناسب احتمالية وجود علاقة لهذه الأعراض مع اللقاح لأنه لم يتم التحقيق في الأمر لاكنه أمر يحدث كثيرًا مع النساء دائما بسبب الهرمونات . تشرح إليسا لوربا، مديرة قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى إسباني، أن القاعدة تتغير بسبب العديد من الظروف، أي شيء يغير قليلاً من توازن الجسم يمكن أن يعطل الدورة الشهرية. يمكن أن يكون رد فعل على الدواء ولكن أيضًا خوفًا بسيطًا أو حالة عصبية بسبب التلقيح، فأي شيء يسبب الضغط يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الدورة وفي هذه الحالة يجب علينا التحقيق حيث لا نعرف هل هناك علاقة سببية مع اللقاح. و خلاصة الأمر أن الخبراء يدققون حاليا في عدة فرضيات، إذ يكون تفاعل اللقاح مع الجهاز المناعي هو الذي يؤثر على الدورة الشهرية أو قد يكون أيضًا عامل ضغط آخر يساهم في تغييرها. تقول كارمي فالس طبيبة الغدد "ما هو واضح هو أن هناك نقصًا في دراسة تأثير الجنس طبيا في البحث العلمي " وتضيف الآن عليك أن تدرس وتحلل: "إذا كنت تريد أن تعرف، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله، لكن ما لا يمكنك فعله هو أن تغد النضر و تتجاهل هذه الظاهرة.