كشف الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، وعضو اللجنة العلمية، أنه لا يوجد أي وسيلة طبية يمكن استعمالها في الحد من مضاعفات تلقي أحد أنواع لقاحات كورونا، باستثناء الاستعداد النفسي للتطعيم ضد الفيروس. وأضاف في تصريح للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أنه لا يمكن لجميع الأشخاص الذين سيتلقون التلقيح أن يصابوا بأعراض جانبية للتلقيح، فهناك من تم تطعيمهم ولم تظهر عليهم أية أثار، باستثناء فئة قليلة من الأشخاص الذين أحسوا ببعض الآلام في موضع الحقنة أو صداع في الرأس مع ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، مشددا على أنه لم يتم تسجيل أية حالة خطيرة للأثار الجانبية لأي نوع من اللقاحات المعتمدة، باستثناء الحالة التي أثارت الجدل بمدينة مراكش، بعد تلقيها لقاح جونسون آند جونسون، حيث لا يمكن الحكم على ذلك مادام أن التحقيق مازال جاريا لكشف أسباب هذه الوفاة. وقال حمضي إن اللقاح المضاد لكورونا لا يشبه باقي أنواع اللقاحات التي يمكن أن ينصح الأطباء بتناول بعض الأدوية لتجنب آثارها الجسدية، مثل أنواع اللقاحات المخصصة للرضع، التي تسبب ارتفاعا في درجة الحرارة أو فقدان الشهية. من جهته، أوصى البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، رئيس الجمعية المغربية للتواصل الصحي، بتجنب استعمال مسكنات الآلام، مثل "الباراسيتامول"، عند الإحساس بأي نوع من الآثار الجانبية للقاح، باعتبار أن كل دواء له مضاعفات، قد تؤدي إلى الوفاة. وأوضح الطبيب أنه لحدود الساعة لم تثبت نتائج أي بحث أن مسكنات الآلام تفيد في تجنب الآثار الجانبية للقاح، مبرزا أنه لا ينصح باستعمال أي دواء قبل أو بعد التطعيم، لأن أي دواء يقلل من ارتفاع درجة الحرارة ويمكن أن يتفاعل مع المناعة، ويخفض من حظوظ بلوغ الأهداف المتوخاة من التلقيح. وشرح بوصفيحة أنه "عندما تتعاقد أية دولة مع شركة مصنعة لأي نوع من اللقاحات تقول لها إن هذا اللقاح يتفاعل بنسبة 80 في المائة، بمعنى أن 10 في المائة من الناس لن ينفع معهم اللقاح، وهي الفئة ذاتها التي يمكن أن تتعامل مع التلقيح بطريقة خاطئة". وكشف البروفسور بوصفيحة أن جميع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لديها أعراض جانبية متقاربة، فجميعها تشترك في أعراض محلية وأعراض عامة، مبرزا أن "الأعراض المحلية تتمثل في الشعور بآلام في موضع الحقنة، حيث أن 50 في المائة من الملقحين يصابون بانتفاخ في هذا المكان، في حين أن 10 في المائة يصابون بالحكة فقط"، ومبرزا أن هذه الآثار هي طبيعية ويمكن أن يصاب بها أي شخص تم حقنه بأي دواء. يشار إلى أنه من أجل مراقبة هذه الأعراض والتخلص منها في الوقت المناسب، سبق لوزارة الصحة أن قامت بإحداث منصة إلكترونية "يقظة لقاح"، والتي تتيح التتبع عن بعد لسلامة اللقاح على المستفيد منه، عبر التبليغ عن أي أعراض جانبية، وذلك بعد تلقي الجرعة الأولى و/ أو الثانية من اللقاح، حيث ستسمح للمستفيدين بالاتصال المستمر مع الأطباء في أقرب محطة تلقيحهم.