لاذع، لكنه يحافظ على حدود اللياقة، ساخر بأدب، يساعده تمكنه من أدب اللسانيات لتطويع اللغة وشرح العديد من التناقضات الإجتماعية، بين منطقة وأخرى وبين هذه الجهة وتلك. حتى "فبراير" لم تسلم منه وهو يتفكه ويسخر من أسئلة الصحافية التي حاورته. يتحدث بحرقة ويطمح لمغرب لا تسوده فيه الفوارق الطبقية، ولا تعاقب فيه مناطق سياسيا واجتماعيا. يقلد ويقرع إبن منطقته إلياس العماري، ويتوصل منه بإشادة عن خطوة سمحت له أن يرى جزء من وجهه في المرآة، ويسائل أمناء أحزاب سياسية عن وعودهم الانتخابية وخطواتهم السياسية. يمشي بحذر على حقل مليء بالألغام، ويتهكم ويسخر من التفاصيل الدقيقة، وهذا بالضبط ما فعله معنا أيضا، حيث لم نسلم عن أسلوبه اللاذع في التنكيت والسخرية. من مواليد تمركالت، التي يحلو له أن يسميها مركز الكون، ويقطن في مدينة طنجة حيث يتحمل وزر المسؤولية في وزارة التربية الوطنية.. مدون ساخر، وقبلها كاتب مسرحي وواضع تصورات لبرامج. وفي الجزء الثاني من حواره مع "فبراير"، أشار أبرنوص أنه تلقى"هجوما كبيرا من لدن رواد مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، وذلك بعد حديثه عن الجن في إحدى حلقات سلسلته الساخرة"، مضيفا أن المغاربة "يعتبرون الجن مقدسا". وقال سعيد أبرنوص، إنه انتقذ الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، "بعد متابعته لمجموعة من اللقاءات أجرتها منيب في تلك الآونة، ما جعله ينتقذها بطريقة ساخرة في سلسلته المعروفة"، حسب قوله. ووجه المتحدث ذاته خلال حديثه مع "فبراير" رسالة لنبيلة منيب، بقوله، "يجب أن تنتبه لما تقول خلال خرجاتها الإعلامية". وتابع سعيد أبرنوص، أن "هناك مواضيع معينة يفضل عدم التطرق لها في حلقات سلسلته الساخرة، ومن بينها ملف معتقلي حراك الريف". وأضاف أبرنوص أن من بين الشخصيات السياسية المعروفة التي انتقدها بطريقة ساخرة، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب". وأكد سعيد أبرنوص أنه خصص حلقة للحديث عن وزير الخارجية، ناصر بوريطة، "بهدف تشجيعه نظرا للمجهودات التي يبذلها، خاصة خلال تدبير الأزمة الأخيرة بين الرباط ومدريد، بسبب استقبال زعيم ميليشيات "البوليساريو"، ابراهيم غالي من طرف إسبانيا". وفي موضوع آخر، يحكي لنا أبرنوص كيف بدأ بالكتابة عبر اصطياد المفارقات في المعيش اليومي لغويا وثقافيا وإجتماعيا على الفايسبوك، ثم تحولت تدويناته الساخرة المكتوبة في رمضان في عز الحجر الصحي، إلى فيديوهات يتفاعل فيها مع متابعيه، وهو ما عبر عنه بالقول « كنت أنوي في عز الحجر الصحي « نتفاوجو »، أن نرفه على بعضنا البعض، ونجحت الحلقة الاولى ثم الثانية.. » فاذا به يجد نفسه أمام رهان، وهو الالتزام مع متابعيه، لدرجة أنه بات من متابعيه الكثر، من يحلو له أن يتبنى كلماته، من قبيل « بيكنباور » و »انمبيكابل »، حيث غدت « ايه يا بنعمي » و »بكنباور » مثلا لازمة يستعملها بعض المغاربة في خطابهم اليومي. حدث أن أصبح والدها مدمنا على قفشاته الفايسبوكية، وهذا ما رواه ل »فبراير.كوم »: « في البداية كان يعتبر والدي ما اقوم به عادي جدا، إنه يعرف « سعيد ديالي ولدي » ماذا سيحكي؟ « كيدوز الوقت »، أي أنه يمضي جزءا من وقته في التفكه على الفايسبوك وتزجية الوقت، وما حدث أنه شاهد بالصدفة إحدى الحلقات، فإذا به يدمن على مشاهدتي « ولا من الفان ديالي »، وأن أقنع والدي، فهذا معناه أنني حققت إنجازا رائعا.. أما بالنسبة لزوجتي وأولادي يعرفونني، لكنهم يستغربون حينما يستوقفني الناس في الشارع، زوجتي ليست مدمنة على مشاهدة الفيديو، وولدي ينتقذني بشكل لاذع »