جدد الملك محمد السادس، مساء أمس الاثنين بتطوان، التأكيد على التزام المغرب الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه الأشقاء في الجزائر، وفاء منه لروابط الأخوة، التي تجمع الشعبين الشقيقين. وقال الملك، في الخطاب بمناسبة 20 سنة من توليه الحكم، "نؤكد مجددا التزامنا الصادق، بنهج اليد الممدودة، تجاه أشقائنا في الجزائر، وفاء منا لروابط الأخوة والدين واللغة وحسن الجوار، التي تجمع، على الدوام، شعبينا الشقيقين". وأضاف الجالس على العرش، أن هذه الروابط "تجسدت مؤخرا، في مظاهر الحماس والتعاطف، التي عبر عنها المغاربة، ملكا وشعبا، بصدق وتلقائية، دعما للمنتخب الجزائري، خلال كأس إفريقيا للأمم بمصر الشقيقة؛ ومشاطرتهم للشعب الجزائري، مشاعر الفخر و الاعتزاز، بالتتويج المستحق بها؛ وكأنه بمثابة فوز للمغرب أيضا". وأكد الملك أن "هذا الوعي والإيمان بوحدة المصير، وبالرصيد التاريخي والحضاري المشترك، هو الذي يجعلنا نتطلع، بأمل وتفاؤل، للعمل على تحقيق طموحات شعوبنا المغاربية الشقيقة، إلى الوحدة والتكامل والاندماج"، مشددا على أن "التحديات الأمنية والتنموية، التي تواجهنا، لا يمكن لأي بلد أن يرفعها بمفرده". وفي هذا السياق أكد عبد المنعم لزعر الباحث في العلوم السياسية، في تصريح خص به "فبراير" ان "الخطاب الملكي من خلال إعادة التأكيد على تلك الموجات الطاقية التي ولدتها التفاعلات المجتمعية بين المغاربة والجزائريين على هامش النتائج التي حققها المنتخب الجزائري في كأس أفريقيا الأخيرة، (أكد) بأن هناك رغبة في بناء تكامل مغاربي ليست فقط رغبة رسمية او مؤسساتية تمليها ظرفيات او حسابات معينة وانما هي تطلع شعبي ووعي شعبي في كلا البلدين بأن مصير المغرب والجزائر هو مصير واحد." وشدد لزعر على أن "إستحظار الخطاب الملكي لمشاعر المغاربة التي واكبت فوز المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا، واعتبار هذا الفوز بمثابة تتويج مغربي هي رسالة تشير إلى بعد آخر يؤطر العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري بعد يتجاوز معيقات المكان واكراهات الزمان، بعد يشير إلى تلك التحولات الاجتماعية والقيمة والإنسانية التي كشفت بوادر اندماج مجتمعي قائم بين المغاربة والجزائريين. وأشار لزعر أن استحظار الخطاب الملكي للمشاعر المتبادل التي أطرت التفاعلات الاجتماعية بين شعبي البلدين هو إحالة إلى وجود فرصة سياسية منبعها اجتماعي قابلة للاستثمار فيما هو سياسي لتحقيق عائدات تخدم وتحقق امال شعوب المغرب العربي في الوحدة والتكامل والاندماج.