كشفت صحيفة "المساء" أن وزارة الداخلية أرسلت لجنة لإنجاز تقرير شامل عن مشاريع ملكية متعثرة، وذلك بعدما تبين أن الآجال المحددة لإنجاز بعضها تم تجاوزها بسنة. ويتعلق الأمر ، تضيف الصحيفة بمشاريع أبرمت حولها اتفاقيات أمام الملك محمد السادس في إطار مخطط تنمية ودعم المكانة الاقتصادية لمدينة الدارالبيضاء. وكشفت المصدر ذاته أن المشاريع المعنية تهم مشروع إنجاز الخطين الثالث والرابع للطرامواي، ومشروع الخطين الأول والثاني من الحافلات عالية الجودة، اللذان خصص لها مليار و666 مليون درهم، وكذا مشروع "الكرة الأرضية" الذي خصص له غلاف مالي بلغ 25 مليون درهم، بالإضافة إلى مشروع النفق الذي يربط بين مسجد الحسن الثاني ومحطة القطار الدارالبيضاء الميناء، الذي تأخرت الأشغال به لأزيد من سنة. تعد معلمة "زيفاغو" المعروفة باسم "الكرة الأرضية" في قلب الدارالبيضاء، والتي تشهد أعمال إعادة التهيئة منذ العام 2019 ، إحدى المآثر العمرانية والتاريخية المهمة التي تجسد بحق تطلع هذه المدنية إلى الانفتاح على العالم. فهذا المجسم الذ يقع بساحة الأممالمتحدة، القلب النابض لكبرى حواضر المملكة، حيث تتجمع الأبناك والمقاولات والمحلات التجارية الكبرى، ما تزال الأشغال جارية به لإعادة تهيئته، منذ إعطاء الانطلاقة الرسمية لبداية هذه الأشغال في مارس من العام المنصرم، لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية وإحيائها وبعثها من جديد، ما دام الأمر يتعلق بالحفاظ على جزء من ذاكرة العاصمة الاقتصادية. وحددت لمشروع إعادة تهيئة " الكرة الأرضية "، وفق اتفاقية بين شركة التنمية المحلية " البيضاء للتراث" وشركة "الأجيال" الكويتية القابضة، حوالي 14 مليون درهم، ستوجه لإعادة الرونق لهذه المعلمة الحضارية، ناهيك عن جعل ممرها التحت أرضي مزارا لساكنة العاصمة الاقتصادية ومكانا لاحتضان أنشطة ثقافية وتجارية . الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، ستتم من خلال عملية إعادة التهيئة تجديد الكرة الأرضية ومحيطها بطريقة تتناسب مع غنى مركز مدينة الدارالبيضاء الذي يزخر بعراقة تاريخه ومعماره، وذلك لخلق جاذبية للسياح ومواكبة التنمية الحضرية للمدينة ، وكذا إعادة تأهيل الممر الأدنى بطريقة راقية ستمحو تلك الصورة القاتمة والهشة. ويهدف هذا المشروع، الذي يندرج ضمن مخطط تنمية الدارالبيضاء الكبرى 2015-2020، إلى رد الاعتبار لساحة الأممالمتحدةوالمدينة العتيقة والأحياء المجاورة، إلى جانب الحفاظ على الطابع الشعبي لمدينة الدارالبيضاء، لتمكين سكانتها من استعادة تراث المدينة، وتسليط الضوء على الحركية العمرانية والحضارية التي تشهدها . فإعادة تهيئة تلك المعلمة جاءت لتؤكد أن الاستثمار المالي على الرغم من أهميته في التنمية الاقتصادية للبلاد، لا يقل أهمية عن الاستثمار في مجالات التراث والثقافة، والعمل على حماية التراث والهوية الحضارية لمدينة تتطلع إلى أن تكون ضمن كبرى حواضر العالم، وتخطو بثقة لمواجهة التحديات التنموية الكبرى بصفتها عاصمة اقتصادية للمملكة . فالمجسم يختزن إبداعات هندسية من توقيع المهندس الفرنسي جون فرانسوا زيفاغو الذي وضع التصميم الهندسي للكرة الأرضية في بحر القرن الماضي . وقد سعى زيفاغو (1916-2003) وقتئذ إلى تحويل فضاء أساسي في قلب العاصمة الاقتصادية إلى تحفة جميلة، ومكان للإخبار وتوجيه زوار المدينة، وممر آمن للمارة، عبر تصميم مزج فيه بين الهندسية العربية الإسلامية والهندسة الحديثة، مشتغلا على ألوان عدة، ومستفيدا قدر الإمكان من أشعة الشمس التي يتميز بها المغرب . ومن بين المنشآت الأخرى التي ساهم زيفاغو في وضع تصاميمها، وضعه تصميم المحكمة الابتدائية بالمحمدية سنة 1956 ، وتصميم المحكمة الابتدائية بابن احمد سنة 1958 ، ومجموعة مدارس بيزيه بالبيضاء سنة 1960 ، ومركز الإصلاح والتهذيب بتيط مليل سنة 1960. تقرؤون أيضا الكرة الأرضية بالبيضاء.. من معلمة تاريخية إلى « مزبلة » »