معها استعاد الرجل بعضا من حيويته وعشقه للحياة بعد أن تأكدت نهاية قصته مع الإعلامية الشهيرة «آن سانكلير»، يبدو أن «دومنيك سترواس كان» قرر طي صفحات حياته الماضية وفتح صفحة جديدة مع مريم العوفير، فهل ستفلح هذه المرأة الأربعينية ذات الأصول المغربية في وضع حد لجموح هذا اللعوب؟ بضعة جمل قصيرة قيلت خلال حوار بارد كانت كافية لتأكيد ما كان الجميع تقريبا على علم به. فخلال استجواب مع جريدة «لوبارزيان» في 31 غشت الماضي، تمحور حول حالة «huffington post»، الموقع الإخباري الذي تشرف على نسخته الفرنسية، سئلت «آن سانكلير» عن «حياتها الشخصية منذ انفصالها عن «دومنيك ستراوس كان»». كان جواب نجمة الصحافة (الفرنسية): «أحسني في حال جيد.. لقد أخذت عطلة.. وأشتغل بجد، فأنا منغمسة جدا في الانتخابات الأمريكية(...) وأنا في أحسن حال..شكرا». قول الشيء دون قوله مع الاحتفاظ بالابتسامة .. هذا هو التمرين الصعب الذي كان عليها اجتيازه. إنه اعتراف متأخر حرصت «سانكلير»، التي شاركت «ستراوس كان» الحياة لمدة طويلة كما شاركته الانهيار المدوي، أن تزن فيه كل كلمة من كلماتها. ولما سئلت عن رأيها في الفيلم الذي يتحدث عن انهيار المدير السابق لصندوق النقد الدولي، والذي يعكف على إعداده حاليا السيناريست الأمريكي «أبيل فيرارا»، بمشاركة الممثلة الفرنسية إزابيل أدجاني، التي ستؤدي دور «آن سانكلير»، تكتفي هذه الأخيرة بتعويم الكلام. إذ قالت بنبرة ملؤها الكثير من الكبرياء «في فرنسا، الصحافة حرة، ويا لها من حرية، والنشر حر، ويا لها من حرية، والسينما حرة، ويا لها من حرية.. و أنا حرة لأعيش الحياة التي تروق لي»(...) يجب الإقرار بأن الكيل قد فاض بالنسبة ل»آن سانكلير»، والواقع أن وسائل الإعلام الفرنسية والأمريكية مليئة بالأنباء حول عزم هذا الكاتب أو ذاك.. هذا الصحافي أو ذاك.. هذا المخرج أو ذاك تأليف أعمال مستوحاة بشكل أول بآخر من «ملف ستراوس كان». فهذان الإثنان مازالا يثيران شهية الجماهير حتى بعد مرور 15 شهرا على قضية «سوفيتيل بنيويورك»، رغم أنهما باتا منافسين خلال هذه الموسم من طرف الثلاثي «هولاند- تريرفايلر- روايل». طي الصفحة بينما قررت «آن سانكلير» الانغماس كليا في الصحافة، يبدو أن «دومنيك ستراوس كان» قرر بدوره طي الصفحة والاهتمام بمستقبله. فبعد أن تعرض لتسونامي كبير بسبب إماطة اللثام عن حياته الجنسية، وبعد أن كان موضوع متابعة قضائية بالولايات المتحدة ثم بفرنسا حيث يتابع بتهمة «القوادة»، وبعد أن صار مطاردا من طرف الصحافة أينما حل وارتحل، بات على «ستراوس كان»، وهو الذي كان إلى وقت قريب أحد ألمع رجال السياسة، أن يرفع رأسه من جديد. وقد تحسن حاله منذ أن قرر العيش لوحده في شقة فاخرة بغرب العاصمة الفرنسية باريس، بعيدا عن «ساحة فوج» اللعينة حيث كان يقطن سابقا. نعم، يبدو أن هذا الوجه الاشتراكي اللامع سابقا استعاد عافيته على عكس تلك الصورة التي كانت تظهر في حال بئيس. رفيقة جديدة ويدين هذا الشخص المغضوب عليه باستعادة عافيته وبهذه الولادة الجديدة لرفيقته الجديدة، فقد استعاد المدير السابق لصندوق النقد الدولي الابتسامة وهو يتأبط ذراع مريم، وهو يقدم هذه المرأة الأربعينية المتلألئة منذ أسابيع طويلة على أنها تقاسمه حياته اليوم. إذ استطاعت هذه العزباء الأنيقة والدائمة الابتسامة، والتي تشغل منصبا مهما في قناة تلفزية ضخمة، أن تأسر قلب هذا الشيخ الذي يهوى الغواية. لقد ولى عهد المساءات الكئيبة رأسا لرأس مع «آن سانكلير»، وانتهى زمن النزوات الخاطفة في غرف الفنادق الفاخرة... فهل وجد دومنيك في مريم تلك المرأة التي تقنعه بالابتعاد عن شياطنه؟ على كل حال، يبدو واضحا للعيان أن هذين الإثنين يعيشان في سعادة.. تبادل اللمسات الناعمة، والقبل الساخنة... حفلات عشاء رومانسية تحت أضواء الشموع... مواعيد غرام... ويبدو أن «ستراوس كان»، الذي صار من جديد سيدا مهذبا، أقنع عشيقته الجديدة أنه قد طلق صورة «الوحش الجنسي» التي رسمتها له نافيساتو ديالو وبعض «محترفات الدعارة» اللواتي تم الاستماع إليهن في إطار التحقيق في شبكة الدعارة بفندق «كارلتون» بمدينة ليل الفرنسية. وليؤكد لها حقيقة مشاعره نحوها، دعا مريم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر غشت في جنوب جزيرة كورسيكا، هناك في أبعد مكان ممكن عن «وحشية باريس». وقد أقاما الاثنين في الإقامة الفخمة التي يملكها، فرانسوا بوبوني»، صديقه في الحزب الاشتراكي وخليفته في عموديه مدينة «سارسيل» (بالضاحية الشمالية لباريس).. يا لهذه الصداقة التي تربطه بفرانسوا هذا.. ففي الوقت الذي تخلى عنه حتى الذين ساندوه واحد تلو الآخر، فهذا أكثر ما أثلج صدر «ستراوس كان» في الشهور الأخير، هذا فضلا عن رقة ومودة مريم. ولكن أحدا ما أراد أن ينغص عليه هذه العطلة الجميلة التي حرص أن تكون سرية. ففي يومية «corse-matin» كتب أحد سكان المنطقة، وهو غزافيي جياكوموني، يعمل صحافيا في قناة «LCI» أن «سترواس كان» لم يحترم حرمة حقل في ملك عائلته وذلك خلال إحدى جولاته «البريئة» رفقة مريم. هل يتعلق الأمر بزوبعة في فنجان؟ ربما. ولكن هذا السائح اللامع لم يستسغ أن يتم نعته ب»المغتصب» من طرف أحد الجيران على صفحات تلك اليومية. ولكن لحسن الحظ يوجد فرانسوا بوبوني، الذي سارع إلى نجدة صديقه من خلال الكتابة عنه في صفحات جرائد أخرى(...). من تكون آسرة دومنيك؟ مريم العوفير المغربية التي أسرت قلب اللعوب « دومنيك ستراوس كان» تبلغ من العمر 45 سنة، وهي من مواليد مدينة الرباط، وتابعت دراستها الابتدائية والثانوية في العاصمة المغربية وحاصلة على شهادة الباكالوريا من «ثانوية ديكارت» الشهيرة سنة 1985. بعد ذلك انتقلت إلى فرنسا حيث واصلت دراستها العليا في جامعة «بول فاليري» بمدينة «مونبوليي» بجنوب البلاد، حيث حصلت على إجازة في الآداب العصرية، قبل أن تحصل من جامعة «باريس 8 « على ماستر في علوم الإعلام والتواصل. وحسب بعض المصادر فقد سبق لها أن كانت متزوجة من إطار بنكي مغربي. اشتغلت مريم العوفير كمكلفة بالتواصل في قناة «فرانس 2 « لمدة 12 سنة، كما شغلت منصب «مكلف بالعلاقات الخارجية» في السفارة المغربية بباريس، قبل أن تعود للتلفزيون، للعمل من جديد، بمجموعة «فرانس تلفزيون». وعرفت الرفيقة الجديدة للمدير السابق لصندوق النقد الدولي، بعملها في المجال الجمعوي، وكانت ترأس جمعية «من أجلهم» (juste pour eux) التي أسست مركزا إعلاميا ببلدة «إمزورن» في 2005، أي عام واحد على زلزال الحسيمة.