قررت السلطات الصحية الإسبانية استثناء الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 55 سنة في البلاد من التطعيم ضد فيروس كوفيد-19، بواسطة لقاح "أسترازينيكا" الذي طرحه المختبر البريطاني أسترازينيكا وجامعة أوكسفورد، حيث سيشمل المعنيون بهذا اللقاح فقط الأشخاص الذين يتراوح سنهم بين 18 و55 سنة. بذلك يكون المختبر البريطاني السويدي قد تلقى ضربة كبيرة، إذ في الوقت الذي كان يعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، بعد الحصول على الضوء الأخضر من وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) والمفوضية الأوروبية لاستعمال لقاحه، وبعد تصدع العلاقة بين بلدان القارة العجوز وشركة فايزر، على خلفية النقص الذي أعلنه هذا الأخير في الجرعات وتوقيت تسليمها للأوربيين. وكان ترخيص الوكالة يعني تغيير خطط التطعيم في عدد من هذه البلدان الأوروبية، وخصوصا إسبانيا، بسبب الافتقار إلى الأدلة والمعطيات التفصيلية الكافية حول اللقاح وتأثيره على الفئات العمرية الأكبر سنًا، حيث تركت وكالة EMA الأمر للهيئات الصحية داخل دولة عضو في الاتحاد للحسم فيها. وأوردت تقارير إعلامية إسبانيا كانت قد قررت يوم الأربعاء الماضي استثناء الأشخاص فوق الثمانين عامًا فقط من هذا اللقاح، لتعلن في اليوم الموالي تخفيضه إلى 65 عامًا، قبل أن تقرر يوم أمس الجمعة استثناء كل الأشخاص فوق 55 عاما منه، حيث خلصت التجارب السريرية التي أجريت لعدد من الأشخاص إلى معطيات تفيد أن لقاح أسترازينيكا بالنسبة لهذه الفئة أقل فعالية وأقل أمانا، تؤكد المصادر ذاتها. واتخذت لجنة الصحة العامة قرارها هذا بعد ثلاثة أيام من النقاشات، أخذا بعين الاعتبارات أن الجرعات الأولى من إجمالي الحصة التي ستتوصل بها البلاد من اللقاح، مليون و810 ألف و575 جرعة، وفق ما أعلنت وزيرة الصحة، كارولينا داريا، ستصل إلى الأراضي الإسبانية بين اليوم السبت والاثنين القادم. وستتولى الوكالة الإسبانية للأدوية والمنتجات الصحية مسؤولية توزيع اللقاحات المستلمة من نقطة التسليم إلى النقاط المحددة من قبل الأقاليم والمدن المستقلة عبر تراب إسبانيا. وكانت اللجنة قد كشفت أن لقاح "أسترازينيكا" سيكون خيارا لتطعيم مهنيي الصحة الاجتماعية النشيطين غير المدرجين في المجموعتين 2 و3، وهم الذين لم يتم تصنيفهم في الخط الأول ويعملون في المراكز الصحية ومؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية، وأطباء الأسنان. ومن المرتقب استخدام الجرعات لمجموعات الشباب المصابين بالأمراض المزمنة وبعض مقدمي الخدمات الأساسية، مثل رجال الإطفاء والشرطة ومجموعات الطوارئ الأخرى، وفق المصادر ذاتها.