في أول تعليق رسمي لحزب العدالة والتنمية على المذكرة المسربة قبل أيام والتي "وبخت" فيها سلطات ولاية الرباط-القنيطرة عمدة العاصمة، محمد الصديقي، على خلفية انتظاره الضوء الأخضر من القصر لمباشرة بناء مئارب بالمدينة وحديثه عن "رمزية شارع محمد الخامس"، اعتبر البيجيدي أن "بعض العقليات الإدارية تعرقل التدبير التدبير المحلي بثقافة متجاوزة". وخصص البيان الصادر عن المجلس الوطني للحزب القائد للائتلاف الحكومي، والذي عقد نهاية الأسبوع المنصرم عن طريق تقنية التناظر عن بعد، فقرة للتعليق على الحدث، حيث أعرب عن "استهجانه لبعض العقليات الإدارية المعرقلة للتدبير المحلي، والمحكومة بثقافة متجاوزة، لم تنخرط بعد في روح دستور 2011 ولم تتشبع بمقتضيات القوانين التنظيمية الجديدة وعلى رأسها مبدأ التدبير الحر الذي يعتبر مبدأ دستوريا راسخا"، مشددا على عزم مؤسساته وهياكله "الاستمرار في النضال ضد الفساد والاستبداد وتشبت أعضائه بمواصلة أداء مهامهم السياسية والتمثيلية على أفضل الوجوه الممكنة رغم حجم الإكراهات والتحديات، وفي مواجهة حملات التبخيس والتشويش، داعين الجميع إلى ضرورة التعاطي مع الانتظارات والمطالب الاجتماعية بمنطق التعاون والحكمة والإنصات، بما يدعم الثقة والاستقرار السياسي والاجتماعي اللازمين لكل عملية تنموية حقيقية". في موضوع آخر، انتقد بيان الحزب الإسلامي ما سماه "بعض المقترحات التي ترمي التراجع الحاصل في عدد من المكاسب الديمقراطية المرتبطة بالقوانين الانتخابية من قبيل إلغاء العتبة أو تقليص حالات اعتماد النظام اللائحي أو تغيير أساس احتساب القاسم الانتخابية"، مشيرا إلى أن "مراجعة القوانين الانتخابية يجب أن تكون مناسبة لتعزيز الاختيار الديمقراطي وصيانة المكتسبات المحققة في هذا المجال، وتفعيل تمثيلية مغاربة العالم مشاركة وترشيحا وتصويتا". ويأتي انعقاد الدورة السنوية للبيجيدي في ظل مرور الحزب بعاصفة استقالات وانتقادات داخلية غير مسبوقة، على خلفية توقيع أمينه العام اتفاقيات تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل إثر قرار البلدين استئناف العلاقات الثنائية بينهما. وحاول المصباح طمأنة بينته الداخلي وتخفيف حجم الصدمة على أعضائه، حيث شدد على أن الحزب ما يزال متشبثا "بمواقفه المبدئية ومساندته القوية لكفاح الشعب الفلسطيني البطل ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم من أجل الحرية وجلاء الاحتلال وحق العودة واسترجاع حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". كما أعرب المصدر عن "إدانة الحزب ورفضه المطلق لما سمي بصفقة القرن وينبه لمخاطر الاختراق التطبيعي على النسيج السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي لبلادنا"، وفق ما ورد في البيان الختامي.