قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إن علاقات بلاده مع المغرب ذات "طابع استراتيجي"، مؤكدا أن المغرب "يكتسي أهمية كبرى وأساسية بالنسبة لمصالح إسبانيا". وحاول بيدرو سانشيز بعث رسائل "اطمئنان جديدة" إلى المسؤولين في الرباط، وذلك في الوقت الذي تحدثت تسريبات إعلامية عن انزعاج مدريد الكبير إثر التطورات الأخيرة التي شهدتها قضية الصحراء المغربية بعد اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على كامل ترابه وافتتاح بلدان عديدة لقنصلياتها في المنطقة. وتزامن ذلك مع تصريحات لرئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، حول قضية سبتة ومليلية المحتلتين، دفعت الخارجية الإسبانية إلى استدعاء سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، لطلب توضيحات. أسابيع عقب ذلك شهد الاجتماع الوزاري رفيع المستوى، الذي نظمه المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أيام لدعم تنزيل مقترح "الحكم الذاتي" في الأقاليم الجنوبية للمملكة وحضره أزيد من 40 بلدا، غياب مدريد والدول الأوروبية، باستثناء فرنسا، فكان الأمر مثير، وفق محللين، لتزامنه مع هذا السياق كاملا. ودفع ذلك وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى إرسال رسائل إلى أوروبا حيث طالب خلال مداخلة له بالمؤتمر أوروبا بضرورة "الوضوح" والانخراط في الديناميكية الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة لإنهاء هذا الصراع. لذلك استغل رئيس الحكومة الإسبانية أمس مناسبة انعقاد المؤتمر الرابع للسفراء الإسبان المعتمدين في الخارج لطمأنة صناع القرار في المملكة المغربية بخصوص "جودة" العلاقات بين الرباطومدريد، مشيرا إلى أن الاجتماع رفيع المستوى المرتقب تنظيمه الشهر المقبل بالعاصمة المغربية "من شأنه أن يساهم في دعم وتعزيز الشراكة الثنائية القوية بيننا وإعطائها دفعة جديدة". وأكد زعيم السلطة التنفيذية الإسبانية أن حكومة بلاده تولي اهتماما خاصا لدعم وتعزيز الشراكة والعلاقات مع البلدان المغاربية، مبرزا أنه "على إسبانيا المساهمة في استقرار منطقة المغرب العربي"، لأن "استقرار وازدهار منطقة المغرب العربي سيكون في صالح أوروبا والعالم"، وفق تعبيره.