أجرى الحديث: سعد أبو الدهاج) تطرقت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، الجيدة اللبيك، في حديثها لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى التدابير الوقائية المتخذة لإنجاح الدخول المدرسي (2020- 2021) في سياق الظرفية الاستثنائية الراهنة، وكذا الجهود الرامية إلى الانخراط بفعالية مع الواقع البيداغوجي والتنظيمي الجديد، مع الحرص على السلامة الصحية للتلاميذ والأطر التربوية والإدارية. 1- ما هي الإجراءات الوقائية التي تم اعتمادها في المدارس والإدارات التابعة للجهة؟ اعتمدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب عددا من الإجراءات الاحترازية، وفقا للخطة التي وضعتها الوزارة والتي تمت أجرأتها وتنزيلها على أرض الواقع من أجل التعايش مع فيروس كورونا. وترتكز هذه الإجراءات على تفويض الاعتمادات للمؤسسات التعليمية في إطار دعم مدرسة النجاح، واستغلال أي موارد مالية لاقتناء جميع ما يتعلق بالإجراءات الاحترازية والبروتوكول الصحي مثل البخاخات لتعقيم الأقسام ومعقمات اليدين، واعتماد التباعد الجسدي، والارتداء المنتظم للكمامات الواقية (مستوى الخامس ابتدائي فما فوق)، واقتناء البساط الخاص بالأحذية. وتشمل هذه التدابير كذلك الالتزام بنشر وتوزيع مجموعة من المنشورات والملصقات والمطويات من أجل التذكير ولفت الانتباه إلى هذه الإجراءات الوقائية (التنصيص على غسل اليدين، والاكتفاء بالتحية عن بعد، وضرورة تغيير الكمامات والتخلص منها بشكل سليم…). كما تم، بتنسيق مع الجماعة الحضرية للداخلة، إطلاق حملة مكثفة للنظافة، جرى خلالها تعقيم المؤسسات التعليمية والمرافق التابعة لها. كما أن المؤسسات التعليمية عملت بدورها على اقتناء معدات خاصة بالتعقيم للانخراط بفعالية في الجهود الرامية إلى مكافحة انتشار هذه الجائحة. من جهة أخرى، عملت الأكاديمية، بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة، على إخضاع جميع الأطر التربوية والإدارية بمختلف المؤسسات التعليمية بالجهة للفحص الطبي الخاص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). إن إرساء بروتوكول صحي ناجع ومتماسك يعكس ما تشهده الجهة من تعبئة شاملة وانخراط قوي لجميع المتدخلين والشركاء في الحقل التربوي، من سلطات محلية ومنتخبين وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ والتلميذات، وممثلي المجتمع المدني. كما أن تضافر جهود مختلف الشركاء ساهم في دعم الإجراءات الوقائية المواكبة للعملية التربوية، من خلال عدد من المبادرات التي مكنت من توفير كميات مهمة من الكمامات التي تم توزيعها على المؤسسات التعليمية على سبيل الاحتياط، وتجهيز المدارس بصنابير المياه وأجهزة قياس درجات الحرارة ومختلف المعدات التي تساعد على تطبيق مقتضيات البروتوكول الصحي. 2- ما هي التعديلات التربوية التي تم اعتمادها من أجل دخول مدرسي ناجح؟ بالنظر إلى أن أزيد من 80 في المئة من الآباء والأمهات بجهة الداخلة – وادي الذهب عبروا عن رغبتهم في أن يستفيد أبناؤهم من التعليم الحضوري، فقد تحتم على الأكاديمية القيام بتعديلات على المنظومة التربوية تضمن حق هذه الفئة من التلاميذ والتلميذات في التعلم وحقهم في السلامة الصحية بمعية الأطر التربوية والإدارية العاملة في القطاع. وتهم هذه التعديلات، بالأساس، اعتماد نموذج تربوي جديد يرتكز على اللجوء إلى "التفويج" أي العمل على تقسيم الفصل الدراسي إلى فوجين اثنين، على أن يدرس كل فوج خلال نصف الغلاف الزمني حضوريا والنصف الثاني سيكون عبر التعلم عن بعد. وسيتم اعتماد نفس الشيء بالنسبة للفوج الثاني. كما أن اجتماع المنسقين الجهويين للتفتيش التربوي ناقش، من جهته، طبيعة المواد الأساسية وكيفية توزيع الساعات الدراسية والحصص التربوية بالنسبة لمختلف الأسلاك التعليمية بالجهة، على أن تختار كل مؤسسة تعليمية على حدة النموذج التربوي الذي ترغب في اعتماده وترسله إلى المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية من أجل المصادقة عليه. 3- كيف سيتم إشراك الطاقم التعليمي والتلاميذ للانخراط في هذا الواقع التربوي والتنظيمي الجديد؟ إن انخراط الطاقم التعليمي والتلاميذ في إطار هذا الواقع التربوي والتنظيمي الجديد، يتم بشكل أساسي عبر المبادرات التي اعتمدتها المصالح التابعة للأكاديمية الجهوية في مجال التعبئة والتوعية والتحسيس، بالإضافة إلى ما تقوم به الوزارة الوصية عبر القنوات التلفزية ومجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، عقدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين اجتماعات مع مصالح المديرية الجهوية للصحة من أجل وضع خطة للتواصل بين الجانبين، تروم تعزيز التدابير الاحترازية المواكبة لانطلاق الموسم الدراسي 2021-2020. وتم، في هذا الصدد، تنظيم برنامج للقيام بزيارات للمؤسسات التعليمية وإطلاق حملات تحسيسية داخل الوسط التعليمي، بتنسيق مع الأطر التربوية، مكنت التلاميذ والتلميذات من المتابعة المباشرة للنصائح والإرشادات الكفيلة بالحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، فضلا عن تنظيم ندوات عن بعد تضم جميع المتدخلين. كما أن النوادي الصحية داخل كل مؤسسة تعليمية وضعت برامج للتواصل المستمر والمنتظم مع التلاميذ وأولياء أمورهم من أجل فرض احترام مقتضيات هذا البروتوكول الصحي، والدفع بالناشئة التعليمية نحو تحمل مسؤوليتها في هذا الإطار.