شغلت الدنيا والناس، منذ أن أثارت قضيتها في مقام أول "أ. جي. بلوس"، التابعة لقناة الجزيرة تحت عنوان "ستينية تجمع الطحالب"، ثم حاورها فيما بعد زملاء لنا في هسبريس والعمق. بدت وكأنها كائن خارق للعادة، ستينية لم تسمح لها الظروف للالتحاق بالمدرسة، ولم تتعلم قواعد السباحة، ورغم ذلك، يكفي أن تفتح فمها، لتلقن العديدين دروسا في الكرامة والحرية والعدالة والسباحة، بل دروسا الحياة. إنها الوجه الآخر لنساء صنع منهن الخبز المر، كائنات برمائية بامتياز. بدأ كل شيء مع الستينية رقية، حينما غطست في البحر وعمرها لا يربو عن 15 سنة، غطست بحثا عن الطحالب، التي كان عليها أن تساعد أسرتها على جمعها لسد لقمة العيش، وحدث أن التقت زوجها الذي كان يحرس الشاطئ، ورغم أنه حاول ثنيها عن النزول إلى البحر، لكنها كانت تلح على العمل كواحدة من النساء اللواتي يشمرن عن سواعدهن في سيدي عابد بالقرب من الجرف الأصفر. على الهامش روت لنا، كيف تستيقظ مبكرا، وفي الساعة السادسة صباحا تكون قد نزلت البحر ومشطته ذهابا وايابا. حينما اتصلت بها، دار هذا الحديث بيننا.. رقية: شكون اللي معايا. أنا عائشة أشمرار.. صحافية من فبراير.كوم.. نود اجراء حوار معك على إثر الجدل الذي خلقه ظهورك على النت.. وفجأة، جاء الجواب مربكا محيرا.. رقية: سمحي ليا ابنتي.. خاصني نمشي للحبس نشوف ولدي..غذوة نتواصلو.. أية إمرأة حديدية هاته، التي تقول عن حفيدها من ابنتها ابنها، وهي تحمل همه، وقد اعتقل بسبب محاولته الهجرة السرية، ولا تملك المال لتوكيل محام يدافع عنها. هذه رقية. إنها إمرأة مكافحة، صهرت حياتها من صلصال، تصعد وكأنها سيزيف نحو الصخرة، تدحرجها إلى الأسفل، وتصر على الصمود. اسمعوا قصتها لتتعرفوا على إمرأة عفوية صادقة، تواجه مصاعب الحياة بصدر المغربيات المكافحات.